شهیدان تعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
ژانرونه
قال: إلى غاسقونيا؟
أجاب جاليو: نعم، فإن الفراخ هناك طيبة، ولحمها طري، والخمرة جيدة، وشربها لذيذ، والفتيات حسان فاتنات. - إذن فقد وجدت ضالتي.
قال جاليو: وما رأيك إذا لحق بنا أعداؤنا؟
قال: ما أظن هذا البارون يستطيع لحاقا بنا، فهو لا ينهض عن فراشه إلا بعد أيام طويلة، وأنا أعرف الطرق فلا أدع أحدا يهتدي إلى آثارنا.
قال جاليو: إذن هيا بنا نسافر. وهكذا سافر الثلاثة .
الفصل السادس عشر
في التصويرة التي نبهت فضول دي مزغونة
وصل جاليو وترولوس إلى قصر يقال له «بو» فاستقبلهما الأمير أحسن استقبال، وبعد أن أخبره جاليو بما وقع له، قال الأمير: استريحوا الآن أنت وصديقاك، واصبروا.
فأعجب برنابا بهذا الجواب، وكان برنابا أنعمهم بالا، وأحسنهم حالا؛ لأنه عكف على طعامه وشرابه، وود إنفاق العمر بين الطاس والكاس في ذلك الموضع الذي رآه أشبه بجنة عدن.
أما ترولوس وجاليو فقد تمكنت بينهما أواصر المودة، وتوثقت عرى المصافاة والمصادقة، وكان ترولوس على مذهب البروتستانتيين، فانضم إلى رجال أمير كوندة، وقد سر ذلك الأمير؛ لأنه عرفه من أنصاره في حصار متس، وكان هذا الشاب في نحو الخامسة والثلاثين، طويل القامة، حسن المنظر، كثير التفكير والتأمل. فهو في ذلك على عكس ما اتصف به جاليو الفكه الخلق، الحلو المعاشرة. إلا أن بين الصديقين جامعة أخرى هي البسالة الحقيقية، وحب التعرض للمخاطر، وكان يلذ للأمير التنزه معهما على ضفاف نهر الغاق، أو في الوديان التي تحدق بها هناك الجبال الشامخة. فلما كان ذات يوم، قال الأمير لجاليو: ما أراك تحب بلادنا وجبالنا؛ لأنك لا تكلمني عنها، فأجابه: إني لمعجب بها كل الإعجاب؛ لأنها جنة الله في أرضه، ومتى وصلنا إلى بلاط الملك سمعت مني وصفها البديع، وقال الأمير لبرنابا: وأنت فما رأيك أيها الأستاذ؟ فأجابه: من لي بصرف العمر في هذا البلد السعيد؟
ناپیژندل شوی مخ