شهیدان تعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
ژانرونه
أجاب: هو فرنسوا دي جيز.
قالت: يا للداهية.
وسقطت على الشرفة من غير حراك؛ لأنها عرفت به الملازم فرنسوا. فوثب إليها بلترو، وحاول تنبيهها، وإعادة رشدها إليها، وكان يغمغم الكلام قائلا: ويل لك يا دوق فرنسوا، وويل لقومك؛ لأن كل ما جرى يستحق القصاص.
الفصل الرابع عشر
ليلة جميلة
كان الدوق دي جيز قد عزم على الوقوف في أورليان ليأمر باستنطاق جاليو دي نرساك، وكان معنى الاستنطاق في ذلك الزمن تعذيب المتهم بآلات التعذيب، ولكن لما ذكر للدوق اسم الكتبي الذي شنق بالأمس أوسع الخطى خائفا أن تجمعه الصدفة بمادلين. فاكتفى بأن أمر برداليان بشدة مراقبة سجينه، ولقد كان سفر السجين على مركبة مقفلة محوطة برجال مسلحين تلقوا أمرا بقتل السجين إن هو حاول فرارا، وفيما كانوا خارجين من أورليان، قال جاليو لبرداليان: إني أرى لك وجها باسما بشوشا وطلعة بهية. - هب الأمر كذلك. - إن توفيقك ينسيني حبيبتي الحسناء، وكان جاليو يحاول بمثل هذا الكلام أن يحمل سجانه على الثرثرة والهذر؛ لأنه رآه يطالع تذكرة، وقال في نفسه لعلها تذكرة غرامية ضرب له فيها موعد، فإذا ذهب إليه تمتع جاليو بحريته ساعة من الزمن.
وفيما كان جاليو يأكل طعامه عند المساء أحس بورقة في اللقمة فارتعد، ولما أشعل الحراس مصابيحهم انتهز تلك الفرصة فقرأ في الورقة هذه الكلمات:
كن مستعدا في هذه الليلة، إنا نسعى لك.
فقال في نفسه: هذه رسالة من الملكة الوالدة؛ لأن ورقها معطر وكتابتها دقيقة، وأطل من المركبة فأبصر البارون ما زال يقرأ تذكرته، وكانوا قد وصلوا إلى موضع يقال له أرتناي، ودخل بعض الأشراف بيوتا فيه ترجى منها حسن الضيافة، وأما القسم الأكبر منهم فتهيأ للرقاد في المركبات، ولم يشأ جاليو رقادا من غير أن يخاطب برداليان، ويتمنى له الهناء التام في ليلته، فقال له: أسأل الله لك يا عزيزي برداليان أحلاما تبرز فيها لك حور الجنان متبرجات متزينات، فقد عزمت على الرقاد.
وبعد هنيهة تمدد جاليو على وسائد المركبة، وأخذ يغط غطيط المستغرق في نومه، ولبث برداليان بقربه ساعة، وأخذ يشدد التنبيه على رجاله بالمراقبة والحراسة. ثم بادر إلى موعد ضربته له إحدى وصائف الشرف في التذكرة الآتي نصها:
ناپیژندل شوی مخ