شهیدان تعصب
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
ژانرونه
وتصافح الرجلان، ولبثا صامتين، وكل منهما لذ له التأمل في وجه صديقه، وكان بلترو يحب يعقوب لوم، وقد اقتنى قبلا من مكتبته تلك الكتب التي تبحث في أحوال مذهبه الجديد، وكان يعرف في يعقوب إخلاصا للمذهب البروتستانتي، وأنه لا يذهب لحضور الصلاة عند الكاثوليك إلا ليستميل إليه أبناء المذهب الكاثوليكي، وقد رآه ينصت إلى وعظ البروتستانتيين، ويبدي غيرة حقيقية شهد له بها أهل مذهبهم، وفضلا عن ذلك فإن جان بلترو هذا كان يحمر وجهه كلما نظرت إليه مادلين لوم بعينيها الزرقاوين. فهو لا يمر بأورليان إلا وينزل ضيفا على الكتبي، وطالما جاءه بكتب من تخوم البلاد الفرنساوية عملا بأمر أمير كوندة أو دي كوليني، وهي كتب كلها طعن على الدوق دي جيز، وبعد أن طال الصمت قال يعقوب لوم: هل حدث كل ما كنا نأمل؟
فأجابه: نعم. - أي موعد موعدكم؟ - أوائل شهر مارس (آذار). - من تسلم القيادة؟ - لارنودي. - هل كان الأمير في جملة الحضور؟ - كأنه كان، ولكنه لم يظهر للناس. - ماذا يكون إذا تم النجاح؟ - سيتم النجاح بلا شك. - وماذا يفعلون بآل جيز؟ - وهل من وسيلة غير قتلهم؟ - إن قتل إنسان أمر فظيع. - نعم إلا إذا كان عدوا مضرا. - سوف يثور الشعب في باريس. - لذلك يجب إخبار الشعب وإثارته على آل جيز. - ذلك أمر عسير. - لا ينبغي أن توجد صعوبات عندما يراد تعضيد الديانة الحقيقية. على أن الأمير يثق بك ويعتمد عليك. - فماذا أفعل؟ - عليك أن تطبع من هذا الكتاب بضعة آلاف نسخة. وأخرج من صدرته كتابا مخطوطا، وسلمه إلى يعقوب، فقرأ في أوله هذه الكلمة «النمر».
فقال: يوجد نمران لا نمر واحد، وكل منهما سفاح فتاك؛ لأنني أظن المراد بكلمة النمر أسرة لورين.
أجاب: نعم.
ونظر نظرة في الكتاب، وقال: أأنت واضعه؟
أجاب: نعم، أنا وضعته بأمر الأمير.
قال: إذن سوف أنشره.
فأجابه بلترو: أشكرك بالنيابة عن ديانتنا المقدسة.
وإذ ذاك فتح باب في داخل الحانوت، وظهرت فتاة أقبلت على أبيها يعقوب فقبلته، ثم انثنت إلى بلترو فحيته دون أن ترفع بصرها إليه. فحياها بقوله: سلام على مادلين البديعة الجمال!
فقالت: أنت يا دي ميرة لا تفتأ تتملق وتطري.
ناپیژندل شوی مخ