شاعران نصراني
شعراء النصرانية
خپرندوی
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
د چاپ کال
1890 م
ژانرونه
فيا حاركم فيهم لنعمان نعمة ... من الفضل والمن الذي أنا ذاكره
ذنوبا عفا عنها ومالا أفاده ... وعهظما كسيرا قومته جوابره
ولو سال عنك الغائبين ابن منذر ... لقالوا له القول الذي لا يحاذره
(قال) فلما سمع ابن جفنة هذا القول عظم يزيد في عينيه وأجلسه معه على سريره وسقاه بيده وأعطاه عطية لم يعطها أحد ممن وفد عليه قط. فلما قرب يزيد ركائبه ليرتحل سمع صوتا إلى جانبه وإذا رجل يقول:
أما من شفيع من الزائرين ... يحب الثنا زنده ثاقب
يريد ابن جفنة إكرامه ... وقد يمسح الدرة الحالب
فينقذني من أظافيره ... وألا فإني غدا ذاهب
فقد قلت يوما على كربة ... وفي الشرب في يثرب غالب
ألا ليت غسان في ملكها ... كلخم وقد يخطىء الشارب
وما في ابن جفنة من سبة ... وقد خف حملا بها الغارب
كأني قريب من الأبعدين ... وفي الحلق مني شجي ناشب
فقال يزيد: علي بالرجل فأتي به فقال: ما خطبك أنت قتول هذا الشعر. قال: لا بل قاله رجل من جذام جفاه ابن جفنة وكانت له عند النعمان منزلة فشرب فقال له على شرابه شيئا أنكره عليه ابن جفنة فحسبه وهو مخرجه غدا فقاتله. فقال يزيد: أنا أغنيك. فقال له: ومن أنت حتى أعرفك فقال: أنا يزيد بن عبد المدان. فقال: أنت لها وأبيك. قال: أجل قد كفيتك أمره فلا يسمعنك أحد تنشد هذا الشعر. وغدا يزيد على ابن جفنة ليودعه. فقال له: حياك الله يا ابن الديان حاجتك. قال: تلحق قضاعة الشام وتؤثر من أتاك من وفود مذحج وتهب لي الجذامي الذي لا شفيع له ألا كرمك. قال: قد فعلت أما إني حبسته لاهبه لسيد أهل ناحيتك وكنت ذلك السيد. ووهبه له فاحتمله يزيد معه ولم يزل مجاورا له بنجران في بني الحارث بن كعب. وقال ابن جفنة لأصحابه: ما كانت يميني لتفي إلا بقتله أو هبته لرجل من بني الديان فإن يميني كانت على هذين الأمرين. فعظم بذلك يزيد في عين أهل الشام ونبه ذكره وشرف قال ابن الكلبي: جاور رجلان من هوازن يقال لهما عمرو وعامر في بني مرة بن عوف
مخ ۸۴