شاعران نصراني
شعراء النصرانية
خپرندوی
مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت
د چاپ کال
1890 م
ژانرونه
وقال لهم: إنما هو الموت قتلا إن أعطيتم باليد أو عطشا إن هربتم وربما لقيكم بنو تميم فقتلوكم. ثم بعث كسرى إلى إياس بن قبيصة أن يسير إلى حربهم ويأخذ معه مسالح فارس وهم الجند الذين كانوا معه بالقطقطانية وبارق وتغلب. وبعث إلى قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين وكان على طف شقران إن يوافي إياسا. فجاءت الفرس معها الجنود والأفيال عليها الأساورة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة. فقال: اليوم انتصف العرب من العجم ونصروا وحفظ ذلك اليوم فإذا هو يوم الوقعة. ولما تواقف الفريقان جاء قيس بن مسعود إلى هانىء وأشار عليه أن يفرق سلاح النعمان على أصحابه ففعل. واختلف هانىء بن مسعود وحنظلة بن ثعلبة بن سنان فأشار هانىء بركوب الفلاة وقطع حنظلة حزم الرحال وضرب على نفسه وآلى أن لا يفر. ثم استقوا الماء لنصف شهر واقتتلوا وهرب العجم من العطش واتبعهم بكر وعجل فاصطف العجم وقاتلوا وصبروا وراسلت إياد بكر بن وائل أنا نفر عند اللقاء فصحبوهم واشتد القتال وقطعوا الآمال حتى سقطت الرجال إلى الأرض. ثم حملوا عليهم واعترضهم يزيد بن حماد السكوني في قومه كان كمينا أمامهم. فشدوا على إياس بن قبيصة من معه من العرب فولت إياد منهزمة وانهزمت الفرس وجاوزوا الماء في حر الظهيرة في يوم قائظ فهلكوا أجمعين قتلا وعطشا. وأفلت إياس بن قبيصة على فرس له كانت عند رجل من بني تيم الله يقال له أبو ثور. فلما أراد أن يعزوهم أرسل إليه أبو ثور بها. فنهاه أصحابه أن يفعل. فقال: والله ما في فرس إياس ما يعز رجلا ولا يذله وما كنت لأقطع رحمه فيها. فقال إياس (من الطويل) :
غزاها أبو ثور ثلما رأيتها ... دخيس دواء لا أضيع غزاها
فأعددتها كفؤا لكل كريهة ... إذا أقبلت بكر تجر رشاها
(قال) واتبعتهم بكر بن وائل يقتلونهم بقية يومهم وليلتهم حتى أصبحوا من الغد وقد شارفوا السواد ودخلوه. فذكروا أن مائة من بكر بن وائل وسبعين من عجل وثلاثين من أفناء بكر بن وائل أصبحوا وقد دخلوا السواد في طلب القوم. فلم يفلت منهم كبير أحد. وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم فقسموها بينهم وقسموا تلك اللطائم بين نسائهم. فذلك قول الدهان ابن جندل:
إن كنت ساقية يوما على كرم ... فاسقي فوارس من ذهل بن شيبانا
واسقي فوارس حاموا عن ديارهم ... وأعلى مفارقهم مسكا وريحانا
مخ ۱۳۶