100

شاعران نصراني

شعراء النصرانية

خپرندوی

مطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين، بيروت

د چاپ کال

1890 م

بهم عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني وكانوا يريدون النعمان. فنحر لهم ثلاثة من الإبل. فقال عبيد إنما أردنا بالقرى اللبن. وكانت تكفينا بكرة إذا كنت لا بد متكلفا لنا شيئا. فقال حاتم قد عرفت ولكني قد رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فظننت أن البلدان غير واحدة فأردت أن يذكر كل واحد منهم ما رأى إذا أتى قومه. فقالوا فيه أشعارا امتدحوه بها وذكروا فضله. فقال حاتم أردتأن أحسن إليكم فكان لكم الفضل علي. وأنا أعاهد الله أن أضرب عراقيب إبلي عن آخرها أو تقدموا إليها فتقتسموها. ففعلوا فأصاب الرجل تسعة وتسعين بعيرا ومضوا على سفرهم إلى النعمان. وإن أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له أين الإبل. فقال يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما لا يزال الرجل يحمل بيت شعر أثنى به علينا عوضا من إبلك. فلما سمع أبوه ذلك قال أبإبلي فعلت ذلك؟ قال نعم. قال والله لا أساكنك أبدا. فخرج أبوه بأهله وترك حاتما ومعه جاريته وفرسه وفلوها. فقال يذكر تحول أبيه عنه (من الطويل)

وإني لعف الفقر مشترك الغنى ... وودك شكل لا يوافقه شكلي

وشكلي شكل لا يقوم لمثله ... من الناس إلا كل ذي نيقة مثلي

ولي نيقة في المجد والبذل لم تكن ... تانقها فيما مضى أحد قبلي

واجعل مالي دون عرضي جنة ... لنفسي فاستغني بما كان من فضلي

ولي مع بذل المال والبأس صولة ... إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل

وما ضرني أن سار سعد أهله ... وافردني في الدار ليس معي أهلي

سيكفي ابتناي المجد سعد بن حشرج ... واحمل عنكم كل ما حل من أزلي

وما من لئيم عاله الدهر مرة ... فيذكرها إلا استمال إلى البخل

وهذا الشعر يدل على أن جده صاحب هذه القصة معه لا إنها قصة أبيه. وهكذا ذكر يعقوب بن السيكت ووصف أن أبا حاتم هلك وحاتم صغير فكان في حجر جده سعد بن الحشرج فلما فتح يده بالعطاء وانهب ماله ضيق عليه جده ورحل عنه بأهله وخلفه في داره.

مخ ۱۰۰