ليس في الأمر خيار. هكذا قرر وحيد دون أن ينبس ببنت شفة.
وتم طلاق وحيد من كريستين، واشترط عليها ليمنحها بعض المال مع تذكرة السفر، أن تقول لفريد وصبحي إنها مضطرة إلى السفر إلى والدها المريض.
وتم الأمر كما قررت سعدية، لن يعرف ابناها شيئا، كما أنها حرصت ألا تبلغ أختيها بشيء.
صدق فريد وصبحي ما قالته كريستين وودعاها آسفين، إنما الأمر الذي لم يفهماه تلك الحجرة التي خصصت لأبيهما بعد أن كانت غرفته هي غرفة أمهما.
الفصل السادس عشر
مرت سنوات واجتازت مصر عام 56م، ولم تؤثر حكومة الثورة حتى ذلك العام في عمل الشركات؛ ولهذا كانت الخسارة التي تمنى شركة الغزل بها على يد بهجت، تدعو إلى الدهشة من أمجد علوان ومن كل أصحاب الأسهم، ولم يجد أمجد شخصا يأتمنه على بحث أسباب هذه الخسائر إلا شحاتة عبد الكريم، أقدم موظف في العقود، بعد أن عين بهجت فوزي عمران رئيسا للشئون القانونية.
وكان شحاتة معدا نفسه لهذا الطلب تمام الإعداد ... فقدم كل ما عنده إلى أمجد بك علوان، وكان أمجد يدرك تماما ما ينبغي أن يفعله.
دق جرس التليفون في بيت بهجت العزوني ورفع الخادم السماعة. - آلو ... من؟ - أنا، يا ابني، اسمي أمجد علوان. - البك غير موجود. - أنا أريد الست. - دقيقة واحدة ...
وحين أمسكت كريمة السماعة وقالت: ألوه، أنا كريمة كمال. - أنا أمجد علوان. - أهلا أمجد بك. - أريدك أن تأتي غدا مع بهجت إلى مكتبي. - لماذا يا أمجد بك؟ - ستعرفين حين تأتين. - وهو كذلك. - لي عندك رجاء. - تفضل. - لا تخبريه أنني طلبتك. - وكيف أجيء معه؟ - من الأحسن أن تجعليه يأتي لمكتبه، ثم تتبعيه أنت بسيارتك. - فهمت. - مع السلامة.
وتم الأمر كما أراده، حتى إذا استقرت كريمة بمكتبه في الصباح، رفع سماعة التليفون. - بهجت بك ... هل عندك أحد؟
ناپیژندل شوی مخ