وقالت تفيدة هانم: كلامك معقول بالنسبة لأسهم الباشا، ولكن لماذا نبيع نحن أسهمنا؟ - أولا هي ليست كثيرة؛ فأغلب الأسهم باسم الباشا، وثانيا أن أحدا منا لا يستطيع أن يوجهها الوجهة الصحيحة كما كان الباشا يفعل، فبيعها يوفر لأموالكم فيها الأمان مع غياب خبرة الباشا الفائقة في هذا المضمار.
وفكر كل مستمع لهذا الحديث في مصلحته الخاصة، فوجد أن ما يقوله حمدي منطقي ومقبول وعادل أيضا، وقالت الأم في حسم: أنا موافقة.
وترادفت الموافقات من الآخرين إلا بهجت الذي قال في تظاهر بالخجل. - كلام حمدي بك معقول، ولكن إذا سمحت كريمة تكون أسهم شركة الغزل التي أعمل بها من ضمن نصيبها هي ونحتفظ هي باسمها.
وقال حمدي: لك حق. أنت تخشى إذا بعنا أسهم شركة الغزل أن يؤثر هذا على مكانتك في الشركة. - أليس من المعقول أن أفكر هذا التفكير؟ - هذه مسألة بسيطة إذا كانت كريمة لا تمانع في بقاء هذه الأسهم باسمها دون بيع.
وقال بهجت في دهاء: والله يا حمدي، إذا اشترت كريمة هذه الأسهم ونقلت باسمها فعلا يكون أصلح.
ويكمل حمدي: حتى إذا لا قدر الله حدث شيء للباشا لا تكون الأسهم تركة عليها ضريبة، إلى جانب أنها ستكون ميراثا للجميع.
فعلا يا بهجت ... لك حق ... هيه يا جماعة هل أنتم موافقون على هذا التصرف؟
ووافق الجميع وقال حمدي: من بكرة سأقوم بالتصرفات اللازمة.
حين خلا بهجت بكريمة بعد الاجتماع قال لها: ألم أكن محقا فيما قلته بشأن أسهم شركة الغزل؟ - هذا شيء طبيعي. - ألا أستحق مكافأة؟ - اسمع يا بهجت، العملية التي تذكرها تمت لتبقى أنت على مكانك بالشركة، فالمكافأة قد نلتها فعلا.
واستخزى بهجت قليلا، وقال: لك حق. - اسمع يا بهجت، إنني سأعطيك من مالي ما تشاء، ولكن بشرط أن تعرف أنني لست عبيطة. - أعوذ بالله، وهل يجرؤ أحد أن يقول إنك عبيطة؟
ناپیژندل شوی مخ