وصمتت كريمة ثانيا ثم أدغمت الكلمات، وهي تقول: أي حد الذي تكون قد تجاوزته؟ - هوان شأني وعظمة شأن ... - أي شأن تقصد؟ - أقربها المكانة الاجتماعية.
وقالت كريمة في استحياء: أنت لست أقل من حمدي ووحيد. - ولكني لست في مثل وضعهما الاجتماعي. - أنت والدك رجل محترم. - ليس في مثل احترام والدي زوجي أختيك. - ليس للاحترام موازين في مثل الدقة التي تتصورها أنت، والدك رجل من الأعيان وأنت حاصل على شهادة عالية، ولك عمل ثابت.
وفي نشوة بالغة: إنك توافقين؟
وقالت كريمة في حسم: أنا لم أتكلم عن موافقتي أو عدم موافقتي، وإنما أصحح لك فكرتك عن مكانتك الاجتماعية. - إذن لا مانع لديك؟ - بل هناك مانع وأنا لست موافقة، ولكن السبب ليس كما تصورت أنت. - الوالدة قد ترفض؟ - الوالدة لا تتدخل في شئوني، ثم إني أرملة.
وتلعثم بهجت لحظات وهو يقول: الوالد - شفاه الله - ليس في حال تسمح له بإبداء الرأي. - ليس هذا أيضا هو السبب. - إذن ... - ألا تعلم؟ - على قدر تفكيري. - إذن فكر أكثر. - أنا عاجز. - ألم تفكر في فارق السن؟
وصمت بهجت وراحت الأفكار تعصف به. إنه يعلم أن ثمة فارقا في السن، وقد كان يعتمد على هذا العنصر كل الاعتماد في أن تقبله كريمة؛ فهو الأصغر، وفي تدبر وخبث قال: أنت أكبر مني بسنوات قلائل. - ليست قلائل. - على كل حال ليس الفارق بعيدا. - هل يرضى والدك أو ترضى والدتك أن تتزوج أرملة وتكبرك في السن أيضأ بفارق ليس صغيرا. - أنت لا تعرفين قدر نفسك. - اترك لي فرصة للتفكير. - إلى متى؟ - لا تأت إلى هنا لمدة أسبوع. - أمرك.
وبعد الأسبوع قالت كريمة في حسم: أنا وحدي الذي أقرر أمر زواجي ما دام أبي ليس في حالة تسمح له أن يكون صاحب رأي فيه؛ فالأسرة جميعها لا شأن لها بهذا الزواج.
وقال بهجت وفي صوته بارقة أمل: أفهم من هذا أنك ...
فقاطعته قائلة: لا تفهم شيئا على الإطلاق؛ فأنا لم أكمل كلامي بعد. - أنا آسف. - يأتي والدك ومعه والدتك إلى هنا، ويطلبان مني الموافقة على الزواج بك.
أمي! وهل أستطيع أن أجعلها ترى أمي ... أبي معقول ولكن أمي، ثم علا صوته في شبه لعثمة: يا كريمة هانم، نحن فلاحون، والستات عندنا ...
ناپیژندل شوی مخ