79

شرح المطلع على متن إيساغوجي

شرح المطلع على متن إيساغوجي

ژانرونه

إذًا: ينقسم مستعمل الألفاظ .. يعني: اللفظ المستعمل إما أن يكون مفردًا وإما أن يكون مركبًا، والمفرد إما كُلِّي وإما جزئي، والكلي إما جنس وإما فصل .. إلى آخر ما سيأتي.
إذًا يبحثون عن هذا كذلك فيما يُعنوِن له بمباحث الألفاظ.
(وأقسامِ اللفظ) أي: من الإفراد والتركيب وغيرهما، وهو عطفٌ على قوله: (الدلالات) هذان بابان.
بدأ ببيانها أي: الدلالات وما عُطِف عليه فقال: (اللفظ الدال بالوضع وهو ما وضع لمعنى يدل بتوسط الوضع على تمام ما وضع له بالمطابقة؛ لمطابقته أي: موافقته له من قولهم: طابق النعل النعل إذا توافقتا).
هذا هو النوع الأول من أنواع الدلالة الوضعية اللفظية.
والمصنف هنا –الشارح- لم يجرِ على ما اشتهر عند أرباب التصنيف، حيث الأصل أنه يقدِّم تعريف الدلالة، ثم يبيِّن الأقسام، ثم يبيّن أقسام بعض الأقسام، ثم يعرِّف كل قسمٍ من هذه الأقسام.
هذا هو الأصل: أن يأتي بالتعريف "تعريف الدلالة" أولًا، ثم بعد ذلك يأتي بالأقسام، ثم بعد ذلك يأتي بأنواع الدلالة الوضعية اللفظية، ثم يبيّن تعريف كل واحدٍ منها. لكنه بدأ بالعكس فقدّم تعريف الدلالة المطابقية، ثم الدلالة التضمنية، ثم الدلالة الالتزامية، ثم بعد ذلك ذكر تعريف الدلالة.
قال هنا -ونبدأ بما بدأ به؛ لئلا يكون ثَم تشويش-.
قال: (اللفظ الدال بالوضع).
إذًا: البحث في الدال اللفظي، إذًا البحث في الألفاظ، وأما ما عدا ذلك من الدلالات فلا بحث للمنطقي فيها، ولذلك قلنا: الدال إما لفظي وإما غير لفظي.
غير لفظي كالمفهِمات الأربع التي يذكرها النحاة: الإشارة مثلًا هذا دال لكنه غير لفظي، الإشارة لو قال له هكذا .. أشار له، تَفهَم ماذا؟ تفهم معنًى، تواضع الناس فيما بينهم أنه إذا أشار شخصٌ لشخصٍ هكذا يعني: قُم، والعكس يعني: اجلس، أو اذهب أو تعال.
حينئذٍ نقول: هذه الإشارة لها معنى ولها إِفهام، إذًا: هي مُفهِمة دلّت أو لا؟ نقول: دلّت، بدليل الاستجابة، إذا قال لك هكذا تستجيب فتقوم. حينئذٍ نقول: هذا له معنى، لكن ليس من جهة الوضع اللغوي؛ لأنه ليس عندنا صوت وإنما عندنا إشارة، والإشارة ليست بلفظ ولذلك يحترز عنها النحاة في تعريف الكلام، يقول: الكلام هو اللفظ؛ احترازًا عن غير اللفظ كالكتابة، والخط، والإشارة .. ونحوها.
هذا يؤكد أن كلام المصنف إنما هو في الدلالة الوضعية اللفظية.
(اللَّفْظْ) معلومٌ حدُّه كما هو في النحو.
قال: (الدَّالُّ) بشد اللام أي: المُفهِم، والدلالة هي الإفهام هذا الأصل يعني، إذا جئنا للتقرير: إذا دل الشيء على شيءٍ ما إذا أفهم أمرًا ما.
قال: (اللَّفْظْ الدَّالُّ) أي: المفهم.
(بالوضع) الباء سببية يعني: بسبب الوضع.
إذًا: الوضع له تأثير هنا بسبب الوضع يعني: الوضع اللغوي ليس الوضع التعارفي، وليس الوضع الطبيعي أو العادي، إنما الوضع الذي يُستقى من لغة العرب. ولذلك قال: (بالوضع).
قوله: (بالوضع وهو ما وضع لمعنى) هذا تفسيرٌ لأي شيء؟ وهو ضمير يعود على ماذا؟
على الدال بالوضع (اللفظ الدال بالوضع) كيف نفسِّره؟
قال: (ما) أي: لفظٌ، ما تصدق على لفظ.
وُضع هذا اللفظ لمعنى، ما هو المعنى؟

4 / 3