شرح المطلع على متن إيساغوجي
شرح المطلع على متن إيساغوجي
ژانرونه
لكن (أي) يؤتى بها في التفسير في المفردات: اشتريتُ عسجدًا أي: ذهبًا ولا تقل: يعني ذهبًا، وإنما: أي ذهبًا.
وأما إذا أُريد التفسير للمعاني فيؤتى بالعناية. يعني المصنِّف كذا، إذا أُريد المفهوم التركيب وليس المراد تفسير لفظ بعينه يؤتى بلفظ العناية تقول: يعني المصنف كذا، وأما (أي) الأصل فيها أنها لتفسير المفردات.
هذا هو الأصل وهو الغالب في استعمال أرباب الحواشي والمصنَّفات، لكن قد يحصل تغاير فيؤتى بأي في المعاني الكبار المركبات، ويؤتى بأعني في المفردات، وهذا موجود.
(أبتدئ) هنا بيانٌ لمتعلَّق الجار والمجرور، قدَّره المصنف هنا فعلًا بناءً على الأصل، ما هو الأصل في العمل؟ نقول: للفعل.
فالأصل هنا أن يقدِّره فعلًا؛ لأن الأصل في العمل للأفعال، وقدَّره مؤخرًا، ما قال: أبتدئ أي: باسم الله، أو باسم الله وقدَّم الفعل عليه نقول: لا، وإنما يؤخَّر لما سيأتي.
ومؤخرًا لإفادة الحصر، وكان الأولى تقديره خاصًا كـ: أؤلف .. بسم الله الرحمن الرحيم أي: أؤلف، أكتُب.
لأن كل شارع في شيء أو حَدثٍ يُضمر ما جُعلت التسمية مبدأً له.
حينئذٍ قوله: (أي أبتدئ) هذا صحيحٌ من وجهين:
الوجه الأول: أنه قدَّره فعلًا، وافق الأصل أو لا؟ نقول: نعم وافق الأصل، يُسلَّم له .. التقدير هنا كونه فعلًا هذا مسلَّمٌ له؛ لأن المتعلَّق عاملٌ في المتعلِّق، والأصل في العمل أن يكون للأفعال، يؤيد ذلك أنه جاء مصرَّحًا به لقوله: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» [العلق:١].
«اقْرَأْ بِاسْمِ» باسم هذا متعلِّق باقرأ وهو فعلٌ، كذلك: ﴿باسمك ربي وضعتُ جنبي﴾ الحديث، وضعتُ باسمك، وضعتُ هذا فعل.
إذًا: جاء مصرَّحًا به في موضعين: في القرآن وفي السنة.
فحينئذٍ القاعدة هنا: أن كل شيءٍ احتمَل وجهين وجاء مصرحًا في بعض المواضع فما احتمل الوجهين يُحمل على المصرَّح، فإذا صرَّح «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ» حينئذٍ نقول: كل متعلَّقٍ للجار والمجرور فالأصل أن يكون فعلًا للقاعدة النحوية: أن الأصل في العمل إنما يكون للأفعال، وعمل الأسماء هذا يعتبر فرعًا.
ثانيًا التصريح به، ولذلك كل (ما) في القرآن فهي حجازية لا تميمية، كل لفظ «مَا» في القرآن فهي حجازية لا تميمية؛ لأنه جاء مصرَّحًا به في موضعين: «مَا هَذَا بَشَرًا» [يوسف:٣١]، «مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ» [المجادلة:٢].
حينئذٍ «وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ» [البقرة:٧٤] يحتمِل أنها تميمية والأصل فيها عدم العمل، والباء هذه زائدة للتوكيد، ويحتمل أنها حجازية ودخلت الباء كما دخلت في قوله: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ» [التين:٨].
حينئذٍ نقول: ما احتمَل كقوله: «وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ» [البقرة:٧٤] نقول: (ما) هنا حجازية؛ لأنه جاء إعمالها في مواضع أُخر، وهي قوله: «مَا هَذَا بَشَرًا» [يوسف:٣١]، «مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ» [المجادلة:٢] فما احتمَل يُحمل على المصرَّح، كذلك الوضع هنا.
مؤخرًا يُسلَّم له؟ المصنَّف قدَّره مؤخرًا نقول: نعم يسلَّم له.
2 / 2