115

شرح المطلع على متن إيساغوجي

شرح المطلع على متن إيساغوجي

ژانرونه

لكن أحدُ التوجيهين في هذا المقام أن يقال: المعنى الذي كان قبل النقل وهو المعنى الإضافي: كل جزءٍ يدل على معناه، هذا صار نسيًا منسيًا بعد النقل والعلَمية. هذا وجه.
هنا قال: (أو له جزءٌ ذو معنىً، لكن لا يدل عليه) لا يدل عليه على ماذا؟ على مفهوم عبد الله عَلمًا؛ لأنك لو نظرت زيد له مفهوم، يدل على ذات مشخَّصة، فتقول: هذا زيد.
عبد الله يدل على ذاتٍ مشخَّصة، إذًا: الذات المشخَّصة هي مسمى عبدِ الله، والذات المشخَّصة المعيَّنة المشاهدَة في الخارج هي المسماة زيد.
إذا قلت (ز) لا يد على معنى، بمعنى: أنه لا يدل على معنى في نفسه، ويستلزم ذلك ألا يدل على معنى مما دل عليه كلمة زيد، لا يشاركه.
كذلك عبد الله، عبد جزءٌ له معنى قبل العلمية، لكن العبودية أو الإيجاد هذا أو ذاك هل هي من مفهوم عبد الله عَلمًا؟ ليست داخلة في مفهومه، لا تُفسَّر به؛ لأن مفهومه شيءٌ واحد وهو الذات المشخَّصة.
إذًا: الذات المشخَّصة لا يلزم منها أن توصف بالعبودية أو بمسمى لفظ الجلالة، هذا قطعًا لا إشكال فيه، فحينئذٍ نقول: هذا جزءٌ ولا يدل "هذا الجزء" على شيءٍ مما دل عليه لفظ عبد الله عَلمًا، كذلك لفظ الجلالة -إن صح التعبير- جزءٌ وله معنى، لكن ليس داخلًا في مفهوم عبد الله.
إذًا: له معنى ولكنه ليس هذا المعنى داخلًا في مفهوم ما دل عليه اللفظ قبل التجزئة.
إذًا: عبد الله نقول: هذا مركَّبٌ إضافي.
قبل جعله عَلمًا لكل جزءٍ له معنى يختص به، ثم لما نُقل إلى العلمية يرِد السؤال: هل المعاني قبل النقل باقيةٌ؟
المعاني التي دل عليه عبدُ ولفظ الجلالة، هل بعد النقل المعاني موجودة؟ لا. ليست موجودة، سواء اعتبرناها موجودة في ذاتها عند الانفكاك، أو قلنا: صارت نسيًا منسيًا؛ لأن لها توجيهين عند المناطقة هنا، بعضهم يرى أنه لا معنى لها الأصل، وبعضهم يرى أن المعاني باقية لكنها ليست داخلةً فهي غير مقصودة، وهذا تعليل الشيخ الأمين في المقدمة.
إذًا قال: (أوْ لَه) يعني: اللفظ المفرد .. الذي نُعبِّر عنه بأنه مفرد.
(له جزءٌ ذو معنى) صاحب معنى. يعني: وُضِع له معنًى لسان العرب.
(لكن) حرف استدراك.
(لا يدل) نفيٌ للدلالة بالمطابقة.
(لا يدل عليه) على المعنى.
(كعبد الله عَلمًا لإنسانٍ) لماذا؟
قال: (لأن المراد) يعني: من عبد الله علمًا. المراد ماذا؟
(ذاتُه، لا العبودية والذات الواجب الوجود) ليس هذا المراد، وإنما المراد أنه صار عَلمًا، وأما بعد كونِه عَلمًا المعاني السابقة كلها صارت نسيًا منسيًا.
فليس المراد العبودية ولا الذات الواجب الوجود.
(أوْ) للتنويع، هذا النوع الرابع.
(أو له جزءٌ ذو معنى دالٌ عليه، لكن لا يكون مرادًا. كالحيوان الناطق عَلمًا لإنسان).
كالكلام السابق، لكن الكلام السابق: العبودية ومدلول لفظ الدلالة ليست داخلة في المسمى، مع وجود المعنى، هذا بناءً على القول بأن "عبد" له معنى لكنه غير مقصود.
يعني: لا يدل على شيءٍ مما دل عليه عبد الله.
هنا حيوانٌ ناطق "مركب توصيفي ليس إضافي" حيوانٌ ناطق سُمِّي زيد من الناس، حينئذٍ نقول: هذا حيوانٌ ناطق التي هي الذات المشخَّصة.
الاسم: حيوانٌ ناطق، المسمَّى: الذات المشخَّصة.

5 / 6