والعجيب أن يوافقهم على هذه الخزعبلات بعض من يسمى بالمفكرين في الإسلام كعباس محمود العقاد في كتابه (الله ﷻ، وعبد الكريم الخطيب في كتابه (قضية الألوهية بين الفلسفة والدين)، وثريا منقوش في كتابها (التوحيد في تطوره التاريخي).
وقد زعم أصحاب هذا القول أن لهم عليه دليلين:
أولًا: القياس على الصناعة، فكما أن الإنسان قد تطور في صناعته فهو كذلك تطور في ديانته.
ثانيًا: أن الحفريات دلتهم على أن الناس وقعوا في الشرك وتعدد الآلهة، وأن الإنسان عرف التوحيد متأخرًا.
مناقشة أقوال هؤلاء الملحدين:
أ- هذه الأقوال - كما يتضح لدى القارئ - إنما هي سخافات وأحاجي فارغة ينطبق عليها المثل القائل: (إن الغريق بكل حبل يمسك)، فمن أين لهم أنهم هم أنفسهم كانوا حشرات وجراثيم فأصبحوا بشرًا؟ من جاءهم بهذا القول؟ ومن أي مصدر أخذوه؟ ومتى تم ذلك؟ وكيف اكتشفوا؟ ولماذا لا تتطور النملة فتصبح فيلًا أو الحنظل عنبًا أو تمرًا؟ !
وأيضًا: لماذا لا تتطور تلك الحيوانات التي كانت في البر قبل وصول الإنسان إليها من البحار والمياه الآسنة؟ ما الذي حال بينها وبين التطور والارتقاء ما دامت قد سكنت البر قبله؟