(خبر) وروت عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي الصبح فينصرف والنساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس، المرط كساء من خز أو كتان، وفي الحديث خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل أي موشى.
(خبر) وروى أبومسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الغداة فغلس بها ثم أسفر بها ثم لم يعد إلى الإسفار حتى قبضه الله تعالى وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) دلت هذه الأخبار على أن تعجيل الصلاة أجمع في أوائل أوقاتها أفضل، وهذا هو مذهب القاسم وسبطه الهادي، والناصر للحق، وبه قال المؤيد بالله إلا في العشاء الآخرة فإن تأخيرها أولى، قال للخبر الوارد فيها، وقد ذكرنا فيما تقدم من الأخبار ما يمكن التعلق به لصحة قول المؤيد بالله.
فأما ما ورد (خبر) عن النبي أنه قال: ((ابردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم)) فهو يدل على أنه مستحب تأخيره إذا كان الحر شديدا يؤدي إلى مضرة المصلي، ويعضده قول الله تعالى:{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}[البقرة:185].
(خبر) وكذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم)).
(خبر) وروي: ((اسفروا بالصبح فإنه كلما أسفرتم بالصبح فإنه أعظم للأجر)) فهو محمول عند أئمتنا عليهم السلام على الفجر الأول؛ لأنه متى غلب على ظن المكلف طلوع الفجر الثاني استحب له الإسفار ليتحقق طلوعه، ويجوز أن يحمل على من فرضه التيمم عند الهادي عليه السلام؛ لأنه لا يجوز التيمم إلا في آخر وقت الفجر الثاني بحيث يغلب على ظنه أنه إذا تيمم وصلى الفجر صادف فراغه من الصلاة طلوع الشمس.
مخ ۱۵۶