138

شفاء الاوام

كتاب شفاء الأوام

ژانرونه

(خبر) وروي ((لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإن اسمها في كتاب الله تعالى العشاء، وإنما يعتم بحلاب الإبل)) قيل: كان أرباب النعم في البادية يريحون الإبل ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا أي يدخلوا في عتمة الليل وهي ظلمته، وسميت صلاة العشاء الآخرة عتمة باسم عتمة الليل، وكأن معنى الحديث لا يغرنكم فعلهم هذا عن صلاتكم فتؤخرونها، ولكن صلوها إذا حان وقتها، وقيل: سميت العشاء عتمة لتأخر وقتها، يقال: أعتم الرجل قراه إذا أخره، وكذلك عتم وعتمت الحاجة وأعتمت لغتان معروفتان أفادنا ذلك أن الأصل في اسمها هو العشاء، وهو الذي سماها الله تعالى به في كتابه، وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأخبار، وإنما سميت عتمة لتأخيرها ، والأصل العشاء.

فصل

وأول وقت صلاة الصبح طلوع الفجر الثاني وآخره قبل طلوع الشمس، نص الهادي على أوله في (الأحكام) ونبه على آخره في (المنتخب) وهو قول جمهور العلماء من السادة والفقهاء، والأصل ما قدمناه من الأخبار فإن في خبر ابن عباس وصلى الغداة يعني في اليوم الثاني حينما أسفر.

(خبر) وعن عائشة أنها قالت: إنه كان صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي الصبح فينصرف والنساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس، وربما يصلي بعدما أسفر، وسمى الله هذه الصلاة قرآن الفجر في قوله:{وقرآن الفجر}[الإسراء:78] يريد صلاة الفجر، وسماها النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح في قوله: ((من أدرك ركعة من صلاة الصبح)) وكل واسع، والمرط -بكسر الميم وسكون الراء وبالطاء المعجمة بواحدة من أسفل- كساء من خز أو كتان، وفي الحديث: خرج ذات غداة وعليه مرط مرحل -بالحاء غير معجمة والراء- أي موشى.

مخ ۱۳۷