جسمية أخرى مخالفة (1) بالعدد موافقة بالنوع (2). فلا يكون للأجسام مثل هذا المبدأ الصورى المشترك ، وسيظهر لك الحق من الأمرين في موضعه ، ولو كان للأجسام مبدأ صورى بهذا الصفة أو لطائفة (3) من الأجسام أو لجسم واحد صورة لا تفارق ، لكان ذلك المبدأ الصورى (4) يداوم (5) الاقتران بالهيولى ، ولم يكن (6) مما يكون ويفسد (7)، بل يتعلق أيضا بالإبداع.
وأما (8) العدم فواضح من حاله أنه لا يجوز أن يكون من جملته عدم مشترك بهذا النحو الأول ، لأن هذا العدم هو عدم شيء من شأنه أن يكون ، وإذا (9) كان من شأنه أن يكون ، لم يبعد أن يكون. فحينئذ لا يبقى هذا العدم ، فحينئذ لا يكون مشتركا : وأما المشترك على النحو الآخر من المعنيين (10) فإن المبادئ الثلاثة توجد مشتركة للكائنات والمتغيرات ، إذ تشترك كلها في أن لكل منها هيولى وصورة وعدما ، وهذا المشترك يقال إنه لا يكون ولا يفسد على نحو ما يقال للكليات إنها لا تكون ولا تفسد. (11)
ويقال للكليات إنها لا تكون ولا تفسد على وجهين : فنعنى بأحد الوجهين أن الكلى لا يكون ولا يفسد أى أنه لا يكون وقت في العالم هو أول وقت وجد فيه أول شخص أو عدة أوائل أشخاص يحمل عليها ذلك الكلى وكان قبله وقت وليس ولا واحد منها موجودا فيه ، وفي الفساد ما يقابل هذا. فبهذا الوجه من الناس من يقول إن هذه المبادئ المشتركة لا تكون ولا تفسد ، وهم (12) القوم (13) الذين يوجبون في العالم دائما كونا وفسادا وحركة (14) ما دام العالم موجودا. والوجه الثاني أن ينظر إلى ماهية ما (15) كماهية الإنسان فننظر هل هو من حيث هو إنسان يكون ولا يفسد ، فيوجد معنى أنه يكون ومعنى أنه يفسد ليس معنى الإنسان من حيث هو (16) إنسان ، فيسلبان عن ماهية الإنسان من حيث هو إنسان ، لأنه أمر يلزمه (17) ليس داخلا فيه ، وكذلك (18) يقال في هذه المبادئ المشتركة بالنحو الثاني من نحوى (19) الاشتراك المذكور.
ونظرنا هاهنا في المبادئ هو من هذه الجهة ، وليس (20) كلامنا هذا في الجهة الأولى (21). وأما إذا قصدنا إلى
مخ ۲۳