مقاومة. وإنما لم نحتج أن نقول مقاومة مؤثرة لأن المقاومة إذا قيل إنها غير مؤثرة ، كان كما يقال مقاومة غير مقاومة ، فمعنى (1) المقاومة هو التأثير لا غير.

وهذا التأثير على وجهين : أحدهما الكسر من الحمية ومن قوة الميل ، والثاني ما يظن من إحداث المقاومة سكونا ، فلا تزال تحدث سكونات عن مقاومات متشافعة ، لا يحس (2) بأفرادها ، وتحس بالجملة ، كالبطء. وأنت ستعلم بعد أنه ما من تأثير على أحد الوجهين (3)، إلا وفى طباع المتحرك أن يقبل أقل منه ، لو كان مؤثرا (4) يؤثره. فيجب من ذلك أن تكون بعض تلك المقاومات التي تحتملها طبيعة الجسم ، مساويا فى زمانه لغير (5) المقاومة ، وهذا محال. فقد ظهر أنه لا يكون فى الخلاء حركة طبيعية (6) البتة ، نقول (7) ولا حركة قسرية ، وذلك أن الحركة القسرية إما (8) أن تكون بمقارنة (9) المحرك (10) أو بمفارقته ، فإن كان (11) بمقارنة المحرك فالمحرك متحرك فهو أيضا إما متحرك عن قاسر ، أو عن نفس أو عن طبع. وإن كان عن قاسر لزم الكلام إلى أن ينتهى إلى نفس أو طبيعة. وإن كان عن نفس فالنفس تحرك بإحداث ميل ما (12) مختلف أيضا فى الشدة والضعف ، حتى أن ذلك ليحس مع التسكين المقاوم للحركة كما يحس فى المتحرك طبعا إذا قووم فمنعت حركته (13). وذلك الميل يختلف بالقوة والشدة ، ويلزمه (14) ما يلزم (15) الميل الطبيعى وإن كان طبيعيا لزم ما قيل. فإذا كان النفس والطبيعى لا يصح (16) فى الخلاء ، لم يصح أن يكون (17) فى الخلاء تحريك قاسر يلزم المحرك فيه التحرك ، وإن كان المحرك (18) يفارق (19) عند إيجاد الحركة فقد يلزمها الاختلاف من جهة ما يتحرك فيه ، ويلزم ما قلنا فى الحركة الطبيعية بعينها.

وأيضا فإن الحركة القسرية المفارقة للمحرك قد تكون موجودة ، وتحريك المحرك قد زال ، ومحال أن يكون ما يتجدد على الاتصال من الحركة موجودا ، وسببه غير موجود ، فيجب أن يكون هناك سبب يستبقى الحركة وأن يكون ذلك السبب موجودا فى المتحرك يؤثر فيه. فذلك (20) إما قوة عرضية ارتبكت فى المتحرك من المحرك ، كالحرارة فى الماء عن النار وإما تأثير مما يلاقى المتحرك مما ينفذ (21) فيه ، وهذا التأثير معقول على أحد وجهين : إما أن يكون الجزء الأول من الشيء الذي (22) فيه الحركة ، لما دفعه المحرك بالمتحرك وهو يلاقيه (23)، دفع ذلك ما يليه ، واستمر

مخ ۱۳۲