193

شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى ١٤٢١هـ

د چاپ کال

٢٠٠٠م

ژانرونه

تاريخ
ورويناه في "مسند أحمد بن حنبل" ولفظه" عن ابن عباس ﵁ قال: إن الفضل بن عباس أخبر أنه دخل مع النبي ﷺ وأن النبي ﷺ لم يصل في الكعبة ولكنه لما خرج نزل فركع ركعتين عند باب البيت.
ورواه الطبراني بمعناه في "الكبير"، ورجاله رجال أحمد، ورجال الصحيح.
وأما حديث عبد الله بن عباس ﵄ في نفي الصلاة من غير إسناده ذلك إلى أسامة وأخيه الفضل: فرويناه في صحيحي البخاري ومسلم، أما البخاري: فأخرجه عن إسحاق بن نصر، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ﵄ قال: لما دخل النبي ﷺ البيت دعا في نواحيه كلها.
والمشهور عن عبد الرزاق بهذا الإسناد عن ابن عباس عن أسامة، وكذا رواه النسائي وغيره.
وأما مسلم: فقال: أخبرنا شيبان بن فروخ قال: حدثنا همام قال: حدثنا عطاء، عن ابن عباس ﵄ قال: إن النبي ﷺ دخل الكعبة وفيها ست سوار، فقام عند كل سارية فدعا ولم يصل.
ذكر ترجيح رواية من أثبت صلاة النبي ﷺ في الكعبة على رواية من نفاها، وما قيل في الجمع بين ذلك:
قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: رواية ابن عمر عن بلال: أن النبي ﷺ صلى في الكعبة أولى من رواية ابن عباس عن أسامة أنه لم يصل، لأنها زيادة مقبولة، وليس قول من قال من لم يفعل بشهادة إلى آخر كلامه.
وقال السهيلي في "الروض الأنف" وأما دخوله ﷺ الكعبة وصلاته فيها فحديث بلال أنه صلى فيها، وحديث ابن عباس أنه لم يصل فيها وأخذ الناس بحديث بلال، لأنه أثبت الصلاة، وابن عباس نفاها، وإنما يؤخذ بشهادة المثبت لا بشهادة النافي، ومن تأول قول بلال ﵁ أنه صلى أي دعا فليس بشيء، لأن في حديث ابن عمر ﵄ أنه صلى فيها ركعتين، ولكن رواية ابن عباس، ورواية بلال، صحيحتان، لأنه ﵊ دخلها يوم النحر فلم يصل، ودخلها من الغد فصلى فيها، وذلك في حجة الوداع، وهو حديث مروي عن ابن عمر بإسناد حسن أخرجه الدارقطني وهو من فوائده١ ... انتهى.
وقال الشيخ محيي الدين النووي: أجمع أهل الحديث علي الأخذ برواية بلال ﵁ لأنه مثبت، فمعه زيادة علم، فوجب ترجيحه قال: وأما نفي أسامة

١ الروض الأنف ٤/ ٤.

1 / 197