347

شعر او شاعران

الشعر و الشعراء

خپرندوی

دار الحديث

د خپرونکي ځای

القاهرة

وإنّك مقمر! فذهبت مثلا، وجعل الرجل يلهزه ويقول: يا خبيث استأسر، فلم يعبأ به، فلما آذاه ضمّه سليك ضمّه ضرط منها وهو فوقه! فقال سليك:
أضرطا وأنت الأعلى [١] ! فذهبت مثلا، ثم قال له: ما شأنك؟ فقال: أنا رجل فقير، خرجت لعلّى أصيب شيئا، قال: انطلق معى، فخرجا فوجدا رجلا قصّته (مثل) قصّتهما، فأتوا جوف مراد، وهو باليمن، فإذا فيه نعم كثير، فقال سليك لهما: كونا (منى) قريبا حتّى آتى الرّعاء فأعلم لكما علم الحىّ أقريب هو أم بعيد، فإن كانوا قريبا رجعت إليكما، وإن كانوا بعيدا قلت لكما قولا أحى به (إليكما)، فأغيرا (على ما يليكما)، فانطلق حتّى أتى الرّعاء، فلم يزل بهم يتسقّطهم حتّى أخبروه خبر الحىّ، فإذا هو بعيد، فقال لهم السّليك: ألا أغنّيكم؟ قالوا: بلى، فرفع عقيرته، يتغنّى:
يا صاحبىّ ألا لا حىّ بالوادى ... إلّا عبيد وآم بين أذواد [٢]
أتنظران قليلا ريث غفلتهم ... أم تعدوان فإنّ الرّيح للعادى [٣]
فلمّا سمعا ذلك اطّردا الإبل فذهبا بها [٤] .
٦٢٦* قال أبو عبيدة: بلغنى أنّ السليك رأته طلائع جيش لبكر بن وائل جاؤوا ليغيروا على تميم ولا يعلم بهم، فقالوا: إن علم السّليك بنا أنذر قومه،

[١] مجمع الأمثال ١: ٣٦٨- ٣٦٩.
[٢] قال المفضل الضبى: «آم: جمع أمة إلى العشر، ثم إماء لما بعد العشر» . والبيت فى اللسان ١٨: ٤٧.
[٣] الريح هنا: الغلبة والقوة. والبيت فى اللسان ٣: ٢٨٣ ونسبه لتأبط شرا أو للسليك، ثم قال: «قال ابن برى: وقيل الشعر لأعشى تميم، من قصيدة أولها» وذكر بيتين.
ولعل الشعر تغنى به السليك فقط، لم يكن من قوله.
[٤] هذه القصة منقولة من أمثال العرب للضبى ١٣- ١٤ مع خلاف يسير، وعقبها هناك بخبر آخر عن السليك.

1 / 354