202

شعر و فکر: د ادب او فلسفې په هکله مطالعات

شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة

ژانرونه

توالت المقالات في المجلة السابقة الذكر - قبل أن تصادر نهائيا ويرحل أصحابها من برلين - وشارك في إلقاء الأضواء على التنوير مختلف الأدباء والمفكرين. وقد أسهم في الدعوة إلى التنوير - قبل كانط ومندلسون وبعدهما - رجال من أمثال ليسنج وهيردر وشيلر وفيلاند، كما هاجمه وحمل عليه رجال آخرون - مثل هامان وياكوبي - مهدوا لظهور حركة مضادة اتهمت حركة التنوير بالسطحية والضحالة، وتبلورت في النهاية في الحركة الرومانتيكية. ومن الصعب أن نتابع كل ما كتب في هذا المجال ، وما يزال يكتب إلى يومنا الحاضر. ويكفي في هذا المجال المحدود أن نسجل لحركة التنوير أنها اهتمت بتقدم الإنسان على طريق العقل، والعلم، والحقيقة، والديمقراطية، والإنسانية، والتسامح، والإخاء البشري، وأن الهجوم عليها واتهام أصحابها بالكفر والخروج على نظم الجماعة وتقاليدها لم يستطع أن يلغي تراثها العظيم في تأكيد إنسانية الإنسان، وحقه المقدس في الحرية والتطلع إلى مستقبل لا تلبد سماءه خفافيش الجهالة والتعصب وظلمات الخرافة والوصاية. وليتنا - نحن العرب وأبناء العالم الثالث بوجه عام - نتعلم من درس التنوير، ونرفع راياته؛ لنواجه بها جحافل الجهل والتطرف والتخلف الزاحفة علينا. ليتنا نقتنع أخيرا بأن تنوير عقول الناس لا غنى عنه للحياة الجديرة بأن يحياها الإنسان، وأن التنوير نفسه لا يستغني عن نظام الحكم الحر الذي يحقق إرادة الشعب في التقدم. وأخيرا ليت هذا المقال يساعد على السير خطوة واحدة على هذا الطريق.

الإجابة على سؤال: ما هو التنوير؟

أمانويل كانط

التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه. وهذا القصور هو عجزه عن استخدام عقله إلا بتوجيه من إنسان آخر. ويجلب الإنسان على نفسه ذنب هذا القصور عندما لا يكون السبب فيه هو الافتقار إلى العقل، بل إلى العزم والشجاعة اللذين يحفزانه على استخدام العقل بغير توجيه من إنسان آخر. لتكن لديك الشجاعة لاستخدام عقلك،

1

ذلك هو شعار التنوير.

إن الكسل والجبن هما علة رضاء طائفة كبيرة من الناس بأن يبقوا طوال حياتهم قاصرين، بعد أن خلصتهم الطبيعة

2

منذ أمد بعيد من كل وصاية غريبة عليهم، وهما كذلك علة تطوع الآخرين بفرض الوصاية عليهم. ويبدو الأمر وكأن كل واحد منهم يقول لنفسه: إن الوصاية علي لمريحة! وما دمت أجد الكتاب الذي يفكر لي، والراعي الروحي الذي يغني ضميره عن ضميري، والطبيب الذي يقرر لي نوع الطعام الصحي الذي أتناوله، فما حاجتي لأن أجهد نفسي؟ ليست هناك ضرورة تدعوني للتفكير، ما دمت أقدر على دفع الثمن، وسوف يتكفل غيري بتحمل مشقة هذه المهمة الثقيلة. أما أن أغلب الناس (وفيهم الجنس اللطيف بأكمله) يشفق على نفسه من التقدم خطوة واحدة على الطريق إلى الرشد، ويعدونه أمرا شديد الخطر عليهم بجانب صعوبته ومشقته، فقد تكفل بإقناعهم بذلك أولئك الأوصياء الذين تكرموا بالإمساك بزمام أمورهم، وتفضلوا بفرض رقابتهم عليهم. فبعد أن دمغوا بالغباء حيواناتهم الأليفة، وحرصوا كل الحرص على أن يحولوا بين هذه المخلوقات الوديعة، وبين التجرؤ على القيام بخطوة واحدة خارج «المشاية»،

3

ناپیژندل شوی مخ