جلنار
ياجوج وماجوج
الشعر العامي
الشعر العامي
تأليف
مارون عبود
1886-1962
القرية في أمثالها
القرى أهراء المدن، فمنها تستمد القوت، من حنطة، وخضار، وفواكه وألبان، ولحوم وخمور، فكأنها معمل، دواليبه الرجال. وكما لا تقف المعامل إلا هنيهات، كذلك يظل الفلاح في حركة دائمة، فحياته زرع وقلع، وحلب ضرع، صيفه استغلال، إن جادت عليه الطبيعة بالأمطار في أوانها. وإن جاءت قبل الوقت المناسب أو بعده قعد حسيرا كئيبا، يعلل نفسه بحكمة الأمثال التي علمته إياها التجاريب، وأملتها عليه الأيام فيردد: «إن فاتك عام استبشر بغيره»، فالقروي صبور، جلود، لا يقنط ولا ييأس، ولا يكاد يسقط حتى يقوم.
لا أدري ماذا يحل بسكان المدن من حكام وعلماء، ومن صناعيين وتجار وعمال، إذا وقف هذا البائس عن العمل، أو قنط ويئس، ولم يحرث أرضه ويرب نعاجه؟!
ناپیژندل شوی مخ