Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons
دروس الشيخ عبد الحي يوسف
ژانرونه
حسن اختيار الله لأصحاب رسول الله
ومما يستفاد من هذه الهجرة المباركة: أن الله ﷿ قد اختار لنبيه ﷺ أصحابًا هم خير الأصحاب، وأنصارًا هم خير الأنصار، فقد مضى معنا خبر أبي بكر وماذا كان يصنع في طريق الهجرة، وإلى أن وصل ﷺ إلى المدينة وأبو بكر معه كالخادم الأمين، يقول الأنصار ﵃: لما قدم رسول الله ﷺ إلى المدينة ومعه أبو بكر وأكثرنا ما رآه، ما عرفنا من رسول الله ﷺ ومن أبا بكر حتى زال الظل وجاءت الشمس، فخلع أبو بكر رداءه وظلل رسول الله ﷺ، فعلمنا أن الجالس هو رسول الله وأن القائم عليه هو أبو بكر.
وكذلك علي ﵁ نام في فراش النبي ﵊ وقد أحاطت به الأخطار، وأسماء بنت أبي بكر، يأتي جدها أبا قحافة فيقول لها: لقد خدعكم أبوكم في نفسه وماله، فتعمد ﵂ إلى حجارة تجمعها، ثم تأخذ بيدي جدها وقد كان أعمى، فيتحسس تلك الأحجار، تقول له: ترك لنا مالًا كثيرًا، من أجل أن تطمئنه وتصرف الوسواس عنه.
ويأتي عدو الله أبو جهل يدق باب أبي بكر ويقول: يا أسماء! أين أبوك، تقول: ما أدري، فيلطمها عدو الله لطمة حتى يطير قرطها، أي: الحلق الذي في أذنها.
وقل مثل ذلك في عامر بن فهيرة، وفي عبد الله بن أبي بكر، وهؤلاء جميعًا رضوان الله عليهم، كانت لهم قدم صدق في الإسلام.
نسأل الله ﷿ أن يرزقنا الاقتداء بهم، والسير على نهجهم، والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله.
5 / 7