229

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

ژانرونه

مآل أصحاب المشأمة في الآخرة قال الله: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ﴾ [البلد:١٩] نسأل الله العافية، أي: أصحاب الشمال. ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد:٢٠]، وفي قراءة ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُوْصَدَةٌ﴾ [البلد:٢٠]، أي: مغلقة، قال أبو عمران الجوني ﵀ وهو من سادة المفسرين: إذا كان يوم القيامة أمر الله ﷿ بكل جبار وكل شيطان، وكل من كان في الدنيا يخاف الناس شره فأوثقوا في الحديد، ثم أمر بهم إلى جهنم، ثم أوصدت عليهم، أي: أطبقت، قال: فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدًا، ولا والله لا ينظرون إلى أديم سماء فوقهم أبدًا، ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدًا، ولا والله لا يذوقون بارد شراب أبدًا، هذا حالهم في النار: ﴿عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ﴾ [البلد:٢٠]. قال رسول الله ﷺ: (إذا أراد الله ﷿ أن ينسى أهل النار جعل لأحدهم صندوقًا من نار على قدره، ثم أقفل عليه بأقفال من نار، فلا يضرب منه عرق إلا وفيه مسمار، ثم جعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار) وتلا قوله تعالى: «لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ». نسأل الله أن يجيرنا من النار برحمته.

18 / 34