216

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

ژانرونه

المقسم به في سورة الفجر قال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر:١ - ٢]، الفجر: هو الوقت المعروف، وسمي بالفجر؛ لأن الضياء ينفجر من الظلمة. ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر:٢] هذه الليالي العشر قيل: هي العشر الأول من ذي الحجة، وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس ﵄: أن رسول الله ﷺ قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من أيام العشر) يعني: عشر ذي الحجة. وقيل: هي العشر الأواخر من رمضان، وقيل: هي العشر الأول من المحرم، وقيل: هي العشر التي ذكرها ربنا في قصة موسى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ﴾ [الأعراف:١٤٢]. ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الفجر:٣]، قيل: الوترُ هو: الله ﷻ، والشفع: خلقه، ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات:٤٩]. ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [النبأ:٨]. وقال عكرمة ﵀: الشفع: هو يوم النحر، والوتر: يوم عرفة؛ لأن يوم عرفة هو يوم التاسع، ويوم النحر هو اليوم العاشر، وقيل: الشفع والوتر هي الأيام منها شفع، ومنها وتر، وقيل: العدد منه شفع ومنه وتر، وقيل: الصلوات، فمنها شفع كالعشاء، ووتر كالمغرب، وقيل: الشفع والوتر آدم وحواء، فقد كان آدم ﵇ وترًا فلما خلقت حواء صارا شفعًا، وقيل: الشفع والوتر إشارة إلى صفات المخلوقين وصفات الخالق ﷻ، فصفات المخلوقين شفع: قدرة وعجز، قوة وضعف، علم وجهل، بصر وعمى، كلام وخرف، هذا حال المخلوق. أما الله ﷿ فصفاته علم بلا جهل، وقدرة بلا عجز، وقوة بلا ضعف، وكلام بلا خرف، وبصر بلا عمى ﷻ.

18 / 21