202

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

ژانرونه

إحاطة علمه سبحانه بالسر والعلانية قال تعالى: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى﴾ [الأعلى:٧]، فالله ﷻ يعلم ما نجهر به وما نعلن، وما نخفيه ونضمره، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. لذلك كان بعض الناس يأتي إلى رسول الله ﷺ وعنده سؤال فيقول: يا رسول الله! إني سائلك، فيقول له النبي ﷺ: (سل، وإن شئت أخبرتك قبل أن تسأل) فمن أين عرف ﵊؟ من الله ﷾. كذلك الحارث بن أبي ضرار ﵁ سيد بني المصطلق: فقد جاء يومًا في فداء ابنته جويرية بإبل كثيرة، ولما وصل على مشارف المدينة أعجبه بعيرين، فغيبهما في شعب من الشعاب، ثم جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد! جئتك في فداء ابنتي، وهذه الإبل كلها في فدائها، فقال له النبي ﷺ: (دع عنك هذا وأخبرني عن البعيرين اللذين غيبتهما في ذلك الشعب ما خبرهما؟! فقال الرجل: والله ما أعلمك إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله). فالله ﷿ يعلم السر وما كان أخفى من السر، والسر: هو ما يكون بينك وبين فلان، والأخفى من السر: هو ما أضمرته في نفسك ولم تحدث به أحدًا قط. ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى﴾ [الأعلى:٨]، أي: الشريعة السمحة السهلة الميسرة في أحكامها، الميسرة في فهمها وأداء أركانها، وقد كان رسول الله ﷺ أسمح الناس وأيسرهم، وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما عليه الصلاة السلام، ودينه اليسر: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة:١٨٥].

18 / 7