127

Sheikh Abdul Hay Yusuf's Lessons

دروس الشيخ عبد الحي يوسف

ژانرونه

بيان قوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج) السؤال أرجو التكرم بالحديث عن هذه الآية: ﴿لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ [الأحزاب:٥٢]؟ الجواب هذه الآية من خصائص الرسول ﷺ، ونزلت بعد أن اجتمع عليه زوجاته يطالبنه بالنفقة، وذلك أن الحياة كانت صعبة، حيث كان يمر الهلال والهلال والهلال وما يوقد في بيته ﷺ نار، وما لهم من طعام إلا الأسودان، فاجتمعن عليه يطالبنه بالنفقة، فأنزل الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٢٨] فالمرأة التي تحب الذهب والفضة والبحبوحة وتكتفي بذلك مستغنية به عما عند الله تعالى لا تصلح زوجة للرسول ﷺ، والتي تريد أن تصبر على شظف العيش أعد الله ﷿ لها أجرًا كريمًا في الآخرة، فالرسول ﷺ بدأ بـ عائشة فقال لها: (يا عائشة! إني سأعرض عليك أمرًا، ولا تعجلي حتى تستأمري أبويك)، وذلك أنه رأى أن عائشة صغيرة يمكن أن تستعجل، فقال لها: استشيري أبويك، وتلا عليها الآيات، فكانت ﵂ كبيرة، فقالت: يا رسول الله! فيك أستأمر أبوي؟! -أي: أذهب إليهما أشاورهما بأن أبقى معك أو أطلق؟! - بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة! أي: أصبر على شظف العيش. ثم قالت له: يا رسول الله! هل تخير الأخريات؟ فقال: (بل سأخيرهن، فقالت: فلا تخبرهن بما اخترته). فالرسول ﷺ قال: والله لأخبرهن، وجميعهن اخترنه ﷺ، فمن باب المكافئة وتعجيل الثواب لهن قال الله ﷿ له: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ» يعني: لا تتزوج «وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ» تقول: أطلق واحدة وآتي بواحدة مكانها. وهذا من باب تعجيل الجزاء لهن رضوان الله عليهن.

12 / 12