بيان قوله تعالى (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج)
السؤال
أرجو التكرم بالحديث عن هذه الآية: ﴿لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ﴾ [الأحزاب:٥٢]؟
الجواب
هذه الآية من خصائص الرسول ﷺ، ونزلت بعد أن اجتمع عليه زوجاته يطالبنه بالنفقة، وذلك أن الحياة كانت صعبة، حيث كان يمر الهلال والهلال والهلال وما يوقد في بيته ﷺ نار، وما لهم من طعام إلا الأسودان، فاجتمعن عليه يطالبنه بالنفقة، فأنزل الله ﷿: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:٢٨] فالمرأة التي تحب الذهب والفضة والبحبوحة وتكتفي بذلك مستغنية به عما عند الله تعالى لا تصلح زوجة للرسول ﷺ، والتي تريد أن تصبر على شظف العيش أعد الله ﷿ لها أجرًا كريمًا في الآخرة، فالرسول ﷺ بدأ بـ عائشة فقال لها: (يا عائشة! إني سأعرض عليك أمرًا، ولا تعجلي حتى تستأمري أبويك)، وذلك أنه رأى أن عائشة صغيرة يمكن أن تستعجل، فقال لها: استشيري أبويك، وتلا عليها الآيات، فكانت ﵂ كبيرة، فقالت: يا رسول الله! فيك أستأمر أبوي؟! -أي: أذهب إليهما أشاورهما بأن أبقى معك أو أطلق؟! - بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة! أي: أصبر على شظف العيش.
ثم قالت له: يا رسول الله! هل تخير الأخريات؟ فقال: (بل سأخيرهن، فقالت: فلا تخبرهن بما اخترته).
فالرسول ﷺ قال: والله لأخبرهن، وجميعهن اخترنه ﷺ، فمن باب المكافئة وتعجيل الثواب لهن قال الله ﷿ له: «لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ» يعني: لا تتزوج «وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ» تقول: أطلق واحدة وآتي بواحدة مكانها.
وهذا من باب تعجيل الجزاء لهن رضوان الله عليهن.
12 / 12