فهتفت بصوت مبحوح: غير معقول. - لكنه حصل ... - لقد انصرفت نفسه عنها بعد ما توكد له أنها ...
قاطعها بنفاد صبر: لكنه حصل!
فتساءلت بذهول: وفردوس؟ ومؤخر الصداق؟ - واضح أنه لم يصدر في عمله عن عقل أو منطق. - ومستقبله ودراسته؟
فقال بأسى: لم تتح لي مناقشته! - وكيف يعيش؟ كيف يواجه الحياة؟ هل وجد عملا؟!
رفع الرجل منكبيه في يأس وقال: لا معنى لهذه الأسئلة، التصرف جنوني لا سبيل إلى فهمه في نطاق العقل والمألوف.
وفرق بينهما صمت ثقيل فراح ينظر إلى صورة زفافهما المعلقة بالجدار نظرة خالية من الرؤية، على حين امتد بصرها من الزجاج المغلق إلى السحب الراكضة.
الحب والقناع
1
أول ليلة في الفيلا الجديدة عقب العودة من شهر العسل. شهر العسل - أغسطس - مضى في رأس البر ثري البهجة والرياضة والحساسية. بدأ حبا من جانب واحد - جانبه - ثم تسلل إليها الرضى والإقبال مقتلعا ذكريات بالية. استقبلا المساء بالجلوس في الشرفة على كرسيين هزازين متجاورين في ضوء خافت مطلين على الحديقة الصغيرة المفعمة بأنفاس الليل الناعمة. كما يطيب له أن يلحظ عارضها الجميل ورأسها النبيل بشغف ورغبة في الاستطلاع. وكانت ترسل الطرف إلى شارع الهمذاني الغائص في قلب المعادي بأشجار الكافور المغروسة على جانبيه. استرخت في قميص أبيض طويل طارحة شالها على ذراع الكرسي على حين تمدد في بيجامته الزرقاء الراسمة لطوله الرشيق. في شهر العسل تم تعارف حميم، تولدت ألفة حارة فاطمأن إلى نجاح مغامرته. قال: ضعي الشال على كتفك.
فقالت بصوت رخيم: الجو دافئ. - سبتمبر لا أمان له.
ناپیژندل شوی مخ