114

شیطان وعظ

الشيطان يعظ

ژانرونه

وتوثب الجيشان للقتال. وكالعادة المتبعة في تلك الأزمان تقدم القائد كرداش متحديا السلطان لنزاله. وكلما تطوع لمقاتلته فارس صرعه. وكان السلطان الجديد زعيما أكثر من مقاتلا، فخرج للقتال السلطان الحقيقي. ولم يعرفه كرداش، تبادلا ضربات عنيفة، وتمكن نوح من خصمه فجندله. ووقف فوق رأسه وهو ينزف، وقال: مت أيها الخائن، ألم تعرفني بعد؟

ورنا إليه كرداش ببصر معتم فعجز وجهه عن التعبير عن ارتياعه فغمغم: أنت! لا ... لا ...

وفاضت روحه.

والتحم الجيشان، وكان السلطان الشاب يقود جيشه بمهارة أثارت إعجاب نوح. وتواصل القتال حتى غابت الشمس وراء الأسوار، فتراجع كل فريق إلى معسكره.

7

في اليوم التالي برز السلطان الصغير من بين الصفوف مطالبا بالنزال. وخرج لنزاله فارس فدارت معركة شديدة تابعها نوح بقلب خافق. وجد نفسه يتمنى السلامة لابنه. وشعر بالإثم لتمنياته ... غشيته كآبة ثقيلة. ولما انتصر الصغير أغمض نوح عينيه كأنما يفر من عذابات هذا العالم.

واستمر السلطان الشاب في تحديه للأبطال، وتكرر انتصاره حتى قال السلطان الجديد لنوح: اخرج له فإنك فارس مدرب!

فتردد نوح غارقا في جيشانه، فقال له السلطان بنبرة آمرة: اخرج والله ناصرك.

فلم يجد نوح مفرا من الخروج.

ولم يعرف السلطان الشاب أباه، ولم يفطن إلى ما يتصارع في صدره من الانفعالات المتضاربة، وقال له بحقد: أنت قاتل كرداش، وسوف تدفع ثمن جنايتك.

ناپیژندل شوی مخ