شیطان بنتور
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
ژانرونه
فأجابه: في غرفة الكتابة يا مولاي.
قال: اذهب فاستأذن لنا عليه.
فدخل الغلام يؤدي الرسالة، والتفت النسر إلي فقال : رأيت جميع الفواجئ فلم أر أثقل على الإنسان من مفاجئ في ساعة الكتابة، وقد استأذنا، فلعل تحوت يأذن لنا!
وما كاد يستتم حتى خرج إلينا فتى مليح الطلعة، حسن الزي، ترى دلائل الذكاء على جبينه الوضاء، فانحنى بين يدي الأستاذ وقال: زارنا خير من نحب ونكرم يا مولاي.
ثم أخذ بيده، فدخلا وهو ينظر إلي ويقول للنسر: لعله هدهدك السحري الذي شاع ذكره في المدينة يا مولاي؟ وليس بمستنكر على من سحر البشر أن يسحر الهداهد!
قال: كيف أنت والملك يا تحوت؟
قال: أفضل مولى هو، فمن لي أن أكون أصدق عبد! يحبني كبعض ولده، ويثق بي كبعض قدماء أصحابه، ويؤدبني بالإشارة الخافية، والحكمة العالية، والنصيحة الغالية.
قال: هكذا عهدناه: إذا صادق أعز، وإذا عادى أذل، وإذا أحب بلغت به المقة، وإذا وثق لا يرجع عن الثقة.
ثم جلس الصاحبان، وطاف عليهما الغلام بشيء من عتيق النبيذ، فسأل الأستاذ صديقه الفتى: من أي الكروم هذا المعتق يا تحوت؟
قال: مما يضن به الملك يا مولاي ولا يوجد إلا في خوابيه، وقد أمر صاحب شرابه أن يملأ دناني منه كلما فرغت؛ وسبب ذلك أن جلالته نزل مرة إلى أن ناولني منه شيئا بيده المقدسة، فدعوت له ثم قلت: أيها الملك المعبود، كانت حلب العنقود فصارت بسرك حلب الخلود، من يذوق منها لا يخرج من الوجود؛ فمن لي بها تنجلي، في كأس لا تفنى ولا تمتلي، أذوقها بلسان رطب عليك ثناء، وأشربها بفم مملوء لك دعاء؟
ناپیژندل شوی مخ