شیطان بنتور
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
ژانرونه
قال الهدهد: فدهشت مما سمعت، وودت لو كنت حاضرا في تلك الساعة، أرى الملك وأسمع حديثه، وتحسر الغلام كذلك وسأل أستاذه قائلا: وأين كنت يا مولاي عندما تقدس هذا المكان بالملك؟
قال: كنت في إصباحك لم تغد بعد إلى العمل، فلم أشأ أن يخجلك أن تعلم أن ملك الملوك سبقك إلى حانوت أنت فيه صبي تتعلم صناعة.
فخرس الغلام وتلون ألوانا من الخجل.
ثم قال الصائغ يخاطب الأستاذ: ليس العجب يا مولاي أن يسعى الملك إلى عبده، فإن دأبه الأخذ بيد العاملين، فكيف بعباده المخلصين أمثالي؟ على أن كبار الملوك يتنكرون لأخذ الحكمة التي لا تنفذ على الملوك حجابهم، وطلب الحقيقة التي لا تلج عليهم أبوابهم، كما يتنكر صغارهم ليزدادوا من الصغائر؛ لكن العجب كل العجب أن يلفيني الملك قد ألغيت العمل بأمره الأول قبل أن ينقضه، وعملت بما جاء من أجله قبل أن أعلم به، أمهلته ريثما تكلم وأشار وأمر، ثم كشفت عن القلائد بين عينيه؛ فاستغرب الأمر وسأل عن السبب، فقلت له: القلائد يا مولاي للملكة الصغرى، وهي بنت ملك آتيش الذي كان عزيزا فأذللته، وملكا فاستعملته ثم صاهرته، وأنت تحبها وتفضلها في هوى القلب على سائر نسائك، ولحبل من مسد تجعله في جيدها أحب إليها من قلائدك التي تذكرها فشل قومها وذل أبيها.
فسر الملك بما قلت له، وأقرني على ما أخذت به من العمل، وقال: خلق الغرور للملك، وقد يبلغ بنا معشر الملوك حتى نسيء إلى أعز الناس علينا ونحن نحسب أننا نحسن إليه.
قال الهدهد: ثم ودع الأستاذ الصائغ وخرجنا وأنا أقضي العجب مما سمعت ورأيت ولا أستطيع مع الأستاذ صبرا، فلما صار وحده قلت: حفظت أشياء وغاب عني شيء واحد يا مولاي.
قال: وما ذاك؟
قلت: إنفاذ الملك إياك في أمر سبقت به كلمته للصائغ!
فتبسم ثم قال: هذا من تأديب رمسيس صحابته لكيلا يطغوا، يعلمنا أن له جسدا وقدمين ولسانا وعينين، وأن بين غمر العامة ولفيف الخاصة ممن لا يحوزهم مجلسه من يليق أن يسعى الملوك إليه ويأخذوا الحكمة عنه!
قلت: تظل تشوقني إليه، فهل أنى أن أراه أم لم يأن يا مولاي؟
ناپیژندل شوی مخ