لوباردمنت :
كلا، كلا، ليس عندنا بالطبع.
بنتان :
خذ هذا. (بنتان يتناول فنجانا فارغا من المعدن من فوق الصينية، يجلو قاعدة الفنجان بكمه ويسلمه لجراندير، يقف جراندير متطلعا إلى صورته طويلا وفي عمق شديد.) *** (مكان عام.) (جمهور كبير، من الريف ومن المدينة، يتثاءبون في استرخاء وينادي كل منهم الآخر.) (وعلى جانب مكان محجوز به بعض النسوة البرجوازيات في رداء فاخر، تصدر عنهن ثرثرة، ويرى كاتب وسط تلال من الكتب.) (صمت مفاجئ، كل الرءوس تتجه نحونا.) (ينهض الكاتب، ويقرأ ما يلي):
الكاتب :
أربان جراندير، لقد وجدت مذنبا لاتجارك مع الشيطان، وأنك استغللت هذا الحلف غير المقدس في امتلاك نفوس بعض الأخوات التابعات لنظام القديسة أرسولا، وغوايتهن والفسق بهن (وأسماؤهن مذكورة بالكامل في هذه الوثيقة) ، وكذلك وجدت مذنبا لفجورك، وتجديفك في حق الله، وانتهاك حرمات المعابد. وقد صدر الحكم بأن تتقدم وتركع عند أبواب كنيسة القديس بطرس ومعبد القديسة أرسولا، وهناك وحول رقبتك الحبل، وبين يديك رطلان من الشموع، تطلب العفو من الله، ومن الملك، ومن العدالة. ثم صدر بعد ذلك الحكم بأن تساق إلى ميدان القديسة كروا حيث تشد إلى قائمة خشبية وتحرق حيا، وبعد ذلك يبعثر رمادك لتذروه الرياح.
وكذلك صدر الحكم أن تقام لوحة تذكارية في معبد أرسولين يخصم ثمنها - الذي لم يقدر بعد - من قيمة «ضيعتك المصادرة».
وأخيرا قبل نفاذ الحكم تسأل: سؤالا عاديا وسؤالا غير عادي.
صدر في لودان في الثامن عشر من أغسطس عام 1634، ونفذ في نفس اليوم. (يظهر جراندير في الضوء رويدا رويدا، ويداه مغلولتان خلف ظهره، وهو يرتدي ملابس النوم وحذاء مكشوفا، وعلى رأسه قلنسوة وطاقية على شكل الجمجمة، وبصحبته دي لوباردمنت ومانوري وآدم، وكذلك باري ورانجير ومنيون، الذين يرشون الماء المقدس، بالمنافض المقدسة، وينشدون الأحكام الخاصة بإخراج الشياطين، يتقدم دي لوباردمنت. ينزع عن رأس جراندير القبعة والقلنسوة ويقذف بهما إلى الأرض؛ فينكشف جراندير، وهو حليق تماما، فقد اختفت خصلاته الرائعة، وشارباه، بل وحاجباه، يقف كالرجل المخبول الحليق.) (تسمع قهقهات هستيرية مفاجئة من النساء اللائي كن في المكان المحجوز.) (صمت.) (جراندير يوجه حديثه إلينا.)
جراندير :
ناپیژندل شوی مخ