جدا.
العامل :
ماذا حدث؟ إنه مشبع بالغموض.
جراندير :
كنت خارج المدينة، كان هناك رجل يحتضر، قضيت معه يوما وليلتين، وكانت هذه المرة المائة التي أشاهد فيها الموت، كان النضال فاحشا، وهو كذلك دائما.
فمرة أخرى أرى رجلا عجوزا أحمق آثما يترك الدنيا بعد أن فات أوان الوفاق. شدد قبضته على يدي حتى عجزت عن الحركة، ورفع وجهه الملوث نحوي في دهشة ليس لها معنى مما كان يحدث له؛ ولذا فقد بقيت هناك وسط روائح الأطعمة الفاسدة في المطبخ، بينما أخذ أفراد الأسرة يتجادلون في الظلام هامسين، بين العبرات، عن مقدار المال الموجود تحت الفراش.
كان رجلا قذرا، عجوزا، لا ينم عن مخايل الذكاء، وقد أحببته حبا جما، وغبطته كثيرا؛ لأنه كان يقف على عتبة الحياة الأبدية، أردت له أن يتجه نحو الله، ولا يتطلع وراءه خلال الضوء المعتم، ويحدق مشغوفا في هذه الدار الأولى. قلت له: كن مسرورا، كن مسرورا، ولكنه لم يفهم.
وتراخت روحه عند الفجر ولم تستطع أن تجتاز يوما آخر، وصدرت عن الأسرة صيحات الذعر. أخرجت الأشياء الضرورية التي أحتفظ بها في هذه الحقيبة، واعترف لي بخطاياه الدنيئة الصغيرة، ومحوتها عنه، وأمكن للرجل أن يموت، وفاضت روحه، وقد تشبث بالحياة إلى آخر رمق.
ووجهت إلى الأسرة حديثي المعتاد، بوجه القسيس، وهكذا أديت واجبي.
ولكني لم أستطع أن أنسى حبي للرجل.
ناپیژندل شوی مخ