ونترت فؤادة يده في سرعة ودون غضب وهي تقول: لسنا زوجا وزوجة.
وصمت عتريس لحظات ثم قال: أكل هذا لأنني أرغمت أباك على أن يزوجني بك؟ ألا يدل هذا على حبي؟ لماذا كل هذا؟ - كل ماذا؟ - كل هذا النفور والغضب؟ - أنا لم أنفر ولم أغضب. - فما قولك إننا لسنا زوجين؟ - أننا لسنا زوجين. - والكتاب؟ - باطل. - والشهود؟ - مزورون. - هل أنت واعية ما تقولين؟ - تمام الوعي. - ما الذي تعنين؟ - أعني أنني لم أوكل أبي ليزوجني منك. - فكيف زوجني منك؟ - خوف. - والعقد؟ - باطل. - والشهود؟ - خوف. - فأنا لست زوجك؟ - لا لست زوجي. - وتزويج أبيك؟ - باطل، يجب أن يتم الزواج بموافقتي، وأنا لم أوافق. - أرغمك على الموافقة. - لا تستطيع. - أقتلك. - تستطيع، ولكنك لا تكون قد تزوجت مني. - أنالك بالقوة. - لعلك تستطيع أيضا، ولكنك لا تكون قد تزوجت مني. - هراء، هراء ما تقولين. - وأين الهراء فيه؟ - كيف قبل أبوك هذا؟ - وماذا تظنه فاعلا، خاف أن تقتلني. - إذن أقتلك. - لا تحسب أنك تخيفني بهذا التهديد؛ فأنت لا تستطيع أن تقتلني، وإذا قتلتني فإني لن أموت ... أنا أمل في نفسك، فكرة في ضميرك ... الزواج مني حلم طفولتك وصباك وشبابك. إذا قتلتني فسأظل في نفسك أملا وفكرة وحلما ... وسيظل الحلم حلما لم يتحقق. - أقتلك، أقتلك. - لن أموت، مهما تقتلني فلن أموت. - أقتلك، أقتلك. - الفكرة لا تموت.
وترك الغرفة وخرج وهو يصرخ: ولكني سأقتلك، سأقتلك، سأقتلك.
الفصل الخامس عشر
وجد الشيخ إسماعيل الصفوري وعبد المعطي العجل وعثمان شاكر جالسين بالقرب من الباب الخارجي فصاح بهم دون أن يلتفت إليهم: هلم بنا.
وقام الرجال لم يسألوه إلى أين، وسار فساروا من خلفه، وقبل أن يبتعدوا قال عبد المعطي: أنأخذ معنا بعض الرجال؟
وقال وهو سائر: نعم.
وتخلف عبد المعطي، وما هي إلا لحظات حتى كان جمع كبير يتخذ طريقه إلى القرية، وشملهم الصمت فترة طويلة حتى قال عتريس فجأة: يا شيخ إسماعيل. - نعم. - أبوها كذب علي، زوجها مني وهي لم تعطه الوكالة. - أكذا، عجيبة! - أتظن أنني أقول لك هذا لتقول لي عجيبة؟! - هي عجيبة على كل حال! - هل الزواج صحيح أم لا؟ ألم تكن شيخا؟ - صحيح طبعا، ألم يزوجها أبوها منك؟ صحيح طبعا. - هل أنت متأكد؟ - كل التأكد. - سنرى. - ماذا ترى؟ الزواج صحيح. - سأسأل أباها أولا.
ولم يكن حافظ نائما حين طرق الباب. - هل زوجتني بنتك دون أن تعطيك الوكالة؟ - إذن فهي مصممة. - مصممة؟! إذن فهي لم تعطك الوكالة؟ - وماذا بيدي يا سي عتريس؟ - أتظن أن هذا يخيل علي؟ - ما الذي يخيل عليك؟ - دبرت هذا جميعه. - أنا لم أدبر شيئا، لو كنت دبرته لقلت في وقت كتب الكتاب إنها لم تعطني الوكالة. - دبرت هذا جميعه وستلقى جزاءك.
وحين خرج قال لعبد المعطي: أغرقوا أرض القطن عند حافظ وهنداوي وبسيوني، وأحرقوا أرزهم أيضا.
ناپیژندل شوی مخ