* من تأمل هذا الكلام وما نسبه إلى أعلام هذا المذهب من سادات العلماء الأجلاء من الغفلة والجهالة وارتكاب غير الجائز من الاعتماد على الظن في محل عدم جواز الاعتماد عليه ومدحه لنفسه بالتفطن والتنبيه لما غفل عنه مثل هؤلاء الأجلاء وذلك لا يكون إلا لنقص علمهم وفهمهم بل وعقلهم أيضا عن مرتبته حيث ارتكبوا غير الجائز من اتباع الظن على مذهبه مطلقا، لأ نه لا يجيز اتباع الظن أو على المذهب الصحيح حيث لا يسوغ في مثله اتباع الظن كما ذكرناه وفعلوا خلاف الصواب بل خلاف الحق، يظن بعد ذلك ان لهذا القائل تصورا ناشئا عن عقل سديد وعن رأي حميد، ومن أين اطلع على قواعد أصحاب الأئمة وطريقتهم حتى حكم بمخالفتهم بآثار اختص بها من زمن الأئمة لم يكن توجد إلا عنده أو بإلهام رباني، ولا عجب أن يدعيه!
ومتى عرف أن المفيد (رحمه الله) عول في شيء من مؤلفاته على آثار ابن الجنيد وابن أبي عقيل، بل مخالفة أقوالهما للمفيد وغيره في غالب المسائل أوضح من أن تبين، وكذلك من تأخر عن المفيد، فعجيب وغريب إقدام المصنف على مثل هذه التهجمات القبيحة المخالفة للعقل والنقل؛ ونعوذ بالله من ذلك واتباع الهوى!
مخ ۷۸