24

شرح زاد المستقنع - الشنقيطي - الطهارة ط الإفتاء

شرح زاد المستقنع - الشنقيطي - الطهارة ط الإفتاء

خپرندوی

الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة لمراجعة المطبوعات الدينية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

والتطويل المراد به هنا كما ذكرنا الإسهاب، ومراده ﵀ أن يبيّن أن إختصاره لم يكن مُخِلًا بالكتاب، بل كان مناسبًا. ويرد هنا إشكال، وهو أن: العلماء ﵏ في بعض الأحيان يذكرون عبارات فيها ثناء على كتبهم، أو بيان لفضل هذه الكتب، والمؤلفات، وهذا يتضمن التزكية، والمدح للنفس، وقد ثبت في الشرع النهي عن تزكية النفس أليس ثناؤه على كتابه من باب التزكية، والمدح؟ هذا إشكال، ويحتاج إلى جواب؟ والجواب: أن التزكية، والثناء على النفس لها حالتان: الحالة الأولى: أن تتضمن الإدلاء على الله، والعُجْبَ بالنفس، والإغترار بها، والعياذ بالله فهذا نسأل الله السلامة، والعافية هو المحرّم، ولا يجوز؛ كأن يُثني الإنسان على نفسه بكثرة علم، وعبادة مغترًا، ومتعاليًا، وقد عاتب الله -جل وعلا- موسى ﵇ لما ذكر علمه، وهو عالم، ولم يكن ذلك منه تفاخرًا كما ثبت في الصحيح، فكيف بمن فعل ذلك تفاخرًا، وبيّن الله في كتابه أنّ الذين عذبهم، وأهلكهم من شأنهم أنهم فرحوا بما عندهم من العلم، حتى حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن. الحالة الثانية: التَّزكية على سبيل معرفة الحق، والترغيب فيه، فمثلًا يقول: تعلمت هذا العلم من العلماء، أو أفتيتك بهذه الفتوى من العلماء، أو هذا الأمر الذي ذكرته لك من الكتاب، والسُّنة، فتثني على علمك حينما ترى إستخفاف الناس به، أو تريد حملهم على العمل بالحقِّ، والسُّنة، فهذا فَعَلَهُ الصحابة ﵃، كما قال أنس ﵁ في الحديث الصحيح

1 / 23