137

** (لما خلقت بيدي).

وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( لما خلقت بيدي أستكبرت ) [ص : 75] ، قالوا فأثبت لنفسه اليدين ، وهذا يدل على كونه جسما.

والجواب عنه أن البدن هاهنا بمعنى القوة ، وذلك ظاهر في اللغة ، يقال : ما لي على هذا الأمر يد ، أي قوة. فإن قالوا فما وجه التشبيه إذا؟ قلنا : إن ذلك مستعمل في اللغة ، قال الشاعر :

فقالا شفاك الله والله ما بنا

لما حملت منك الضلوع يدان

على أمن عادتهم وضع المثنى مكان المفرد ، وعلى هذا قال الشاعر :

فإن بخلت سدوس بدرهميها

فإن الريح طيبة قبول

وقال أبو وهب ، الوليد بن عقبة :

أرى الجزار يشحذ شفرتيه

إذا هبت رياح أبي عقيل

وإنما أراد شفرته ، ولكن ثنى.

** (بل يداه مبسوطتان).

وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( بل يداه مبسوطتان ) [المائدة : 64] قالوا : فأثبت لنفسه اليد وذو اليد لا يكون إلا جسما.

والأصل في الجواب عن ذلك ، أن اليد هاهنا بمعنى النعمة ، وذلك ظاهر في اللغة ، يقال : لفلان علي منة ، أي منة ونعمة. فإن قيل فما معنى التثنية؟ قلنا : قد أجبنا عن ذلك.

** (يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله).

وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) [الزمر : 56] قالوا : وذو الجنب لا يكون إلا جسما.

والجواب عنه ، أن الجنب هاهنا بمعنى الطاعة ، وذلك مشهور في اللغة. وعلى هذا يقال : اكتسب هذا الحال في جنب فلان ، أي في طاعته وخدمته.

مخ ۱۵۲