** (لما خلقت بيدي).
وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( لما خلقت بيدي أستكبرت ) [ص : 75] ، قالوا فأثبت لنفسه اليدين ، وهذا يدل على كونه جسما.
والجواب عنه أن البدن هاهنا بمعنى القوة ، وذلك ظاهر في اللغة ، يقال : ما لي على هذا الأمر يد ، أي قوة. فإن قالوا فما وجه التشبيه إذا؟ قلنا : إن ذلك مستعمل في اللغة ، قال الشاعر :
فقالا شفاك الله والله ما بنا
لما حملت منك الضلوع يدان
على أمن عادتهم وضع المثنى مكان المفرد ، وعلى هذا قال الشاعر :
فإن بخلت سدوس بدرهميها
فإن الريح طيبة قبول
وقال أبو وهب ، الوليد بن عقبة :
أرى الجزار يشحذ شفرتيه
إذا هبت رياح أبي عقيل
وإنما أراد شفرته ، ولكن ثنى.
** (بل يداه مبسوطتان).
وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( بل يداه مبسوطتان ) [المائدة : 64] قالوا : فأثبت لنفسه اليد وذو اليد لا يكون إلا جسما.
والأصل في الجواب عن ذلك ، أن اليد هاهنا بمعنى النعمة ، وذلك ظاهر في اللغة ، يقال : لفلان علي منة ، أي منة ونعمة. فإن قيل فما معنى التثنية؟ قلنا : قد أجبنا عن ذلك.
** (يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله).
وقد تعلقوا أيضا بقوله تعالى : ( يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ) [الزمر : 56] قالوا : وذو الجنب لا يكون إلا جسما.
والجواب عنه ، أن الجنب هاهنا بمعنى الطاعة ، وذلك مشهور في اللغة. وعلى هذا يقال : اكتسب هذا الحال في جنب فلان ، أي في طاعته وخدمته.
مخ ۱۵۲