203

Sharh Umdat al-Ahkam by Ibn Jibreen

شرح عمدة الأحكام لابن جبرين

ژانرونه

الأذكار التي تقال بعد الأذان وبعد ذلك يأتي بما تيسر من الأذكار، وقد ثبت أنه ﵊ أمرنا بعد الفراغ من الأذان أن نأتي بما تيسر من الأذكار في قوله: (ثم ليتخير من الدعاء ما شاء)، وقال: (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة)، ومن ذلك الدعاء له ﷺ بالوسيلة التي ذكرها في قوله: (إن الوسيلة درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا ذلك العبد)، فأمرنا بأن نقول: (اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة -وفي رواية: والفضيلة-، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، وفي رواية: إنك لا تخلف الميعاد)، وإذا قال بعد ذلك مثلًا: (آمنت بالله وحده، وكفرت بالجبت والطاغوت، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم)؛ فهذا تجديد للعقيدة، وإذا قال مثلًا: (حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، ليس وراء الله منتهى)؛ كان ذلك أيضًا من الأذكار، وإذا قال مثلًا: (رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ رسولًا نبيًا)؛ كان ذلك أيضًا تجديدًا للعقيدة، وإذا دعا بعد ذلك بما تيسر من الأدعية التي فيها سؤال الله الرحمة أو المغفرة فيرجى قبول دعائه.

10 / 11