191

إعطاؤه لما هو أهلها. وبذلك [1] الآثار واللوازم صار سلطانها شديدا قويا وكفي بذلك شهيدا «حديث العقل» [2] وتأييد الله تعالى إياه بالجنود. وفي أثولوجيا:

«ونقول: ان الأشياء العقلية تلزم الأشياء الحسية والبارى الاول لا يلزم الأشياء العقلية والحسية بل هو ممسك لجميع الأشياء» [3] .- انتهى؛

وكذلك ليست عليته جل مجده كعلية النفوس، لأنها [4] تفعل لنقصان في ذواتها حتى تستكمل بأفعالها ولخوفها من انه لو لم تكن مفيضة على ما تحتها لما أفاض عليها العقل الذي هو فوقها. وقد أشار إلى ذلك ارسطو حيث قال في الميمر السابع من كتاب أثولوجيا: وذلك أنها- أي النفس- استفادت من هذا العالم معرفة الشيء وعلمت ما طبيعته بعد أن أفرغت عليه قواها. ثم، قال: ان الفعل إنما هو إعلان القوة الخفية بظهورها ولو خفيت قوة النفس ولم تظهر لفسدت ولكانت [5] كأنها لم تكن البتة. [6] - انتهى؛

وليست فاعليته كفا علية الطبيعة؛ لأن أفاعيلها إنما يكون للاستعانة على دفع الأضداد ولئلا يغلب [7] عليها الأنداد ولئلا يسخر تلك الطبيعة مثلا بالقهر شركاؤها من الطبائع الأخر إذ عالم الطبيعة هو عالم الأضداد والأنداد. فكما أن ذاته سبحانه لا يشبه شيئا كذلك فاعليته لا يشبه فاعلية الفواعل بأمره اصلا. وقوله

مخ ۲۰۶