شرح توحید الصدوق
شرح توحيد الصدوق
ژانرونه
والزمان معدود المتقدم والمتأخر من الحركة كما في الحكمة القديمة، وإذا عد وقته صار هو أيضا معدودا إذ الوقت ليس الا ظرف بقاء وجود الشيء؛ أو المراد انه ليس له عز شأنه وقت وإلا لكان هو معدودا إذ الزمان إنما يعد الزمانيات ويسلكها في سلك العد؛ وكذلك ليس له جل مجده، أجل حتى يكون ممدودا إذ الأجل هو مدة بقاء الشيء فيكون ممتدا؛ ولا له نعت يثبت له حتى يصير محدودا بذلك النعت، محاطا به، إذ وصف الشيء إنما يحيط به سواء كان عينا أو قائمة [1] به.
[وجه انه ليس له تعالى أول وغاية وآخر]
سبحان الذي ليس له أول مبتدأ ولا غاية منتهي ولا آخر يفنى «أول» الشيء، هو ابتداء وجوده كما أن «الغاية»، هو انتهاؤه و«الآخر»، هو الذي يتم به وجوده ولا يكون بعده. وليس له عز شأنه أول حتى يكون له مبتدأ وابتداء وجود، إذ كل ما يبتدئ وجوده فله مبدأ إما فاعلي وإما قابلي [2] . ولا له سبحانه غاية حتى ينتهي إليه، إذ كل ماله انتهاء فله ابتداء؛ ولا له جل برهانه آخر، حتى لا يكون بعده ويفنى عنده، إذ ما ثبت قدمه امتنع عدمه؛ ولا بمعنى ان هاهنا شيئا هو آخر بالنسبة إليه عز شأنه إذ لا يعزب عنه شيء ولا يفوته شيء.
سبحانه هو كما وصف نفسه والواصفون لا يبلغون نعته لما ذكر عليه السلام ان الله جل جلاله لا يوصف بوصف ولا ينعت بنعت، نزه عليه السلام [3] ثانيا عن وصف الخلق إياه، تأكيدا للحكم وتشديدا للأمر؛ ثم ذكر انه وصف به نفسه من الصفات الحسنى ونعوت الكبرياء، إذ هو عالم بنفسه ولا يعلم ما هو الا هو. وإنما اللائق بنا الإقرار بما حكم به على نفسه، ووصف به
مخ ۱۹۲