شرح توحید الصدوق
شرح توحيد الصدوق
ژانرونه
ولا حول ولا قوة الا بالله. وبهذا ظهر ما قال الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليه في مصباح الشريعة: «العبودية جوهرة كنهها الربوبية» [1] فاحتفظ بذلك فان ذلك مما يختص بهذا الكتاب.
ليس منذ خلق، استحق معنى الخالق ولا بإحداثه البرايا، استفاد معنى البرائية
وقد عرفت ان معنى الخالق، وهو حقيقة هذا الاسم، ثابت لله سبحانه وكذا معنى البرائية، وهو حقيقة الاسم البارئ في عالم الألوهية. وإنما الخلق مظاهر لأحكام تلك الأسماء ومرايا هذه الكمالات. فالوجه الحسن الجميل ثابت له الحسن والجمال وإن لم يكن في الوجود مرآة فليس هو سبحانه بخلقه الخلق، استحق معنى الخالق ولا بإحداثه البرايا، استفاد معنى البارئ، بل ذلك ثابت له أزلا وأبدا؛ ليس على معنى أن له سبحانه إضافة واحدة هي كونه علة لجميع ما تحته فإن ذلك مما يقوله علماء الرسوم وليس لذلك في التحقيق مقام معلوم وأما أهل الحق، فانهم يقولون في كل صفة من الصفات الإضافية انها ليست مستفادة من المخلوق ولا حاجة إلى رجوعها إلى صفة واحدة كما سنبين.
نعم، إنما يصح عندنا إطلاق هذه الأسماء، عند إحداثه البرايا؛ إذ نحن إنما علمنا أن له معنى الخالق حيث وجدنا مخلوقاته لا انه استفاد ذلك المعنى بسبب خلقه. فتلك النسب والإضافات إنما هي بالنظر إلينا حيث استدللنا على كل صفة من صفاته الحسنى بظهور أحكام تلك الصفة؛ وكذا يحدث هذه الإضافات بالنظر إلى الكلمات [2] الفواعل والمدبرة بإذن الله، في إظهار أحكام هذه الحقائق الأسمائية لا بالنظر إليه عز شأنه؛ إذ لم يسبق له حال حالا فيكون خالقا بعد أن لم
مخ ۱۶۸