125

دوامهما» [1] ؛ فاعرف.

ومن قال: «متى؟» فقد وقته

أي جعله ذا وقت، لأن «متى؟» سؤال عن الزمان وكان الله ولم يكن معه شيء [2] وذلك ثابت له أزلا وأبدا، فقول من قال «الآن كما كان» قول شعري لأنه فهم من «كان» المضي، وذلك يخالف استعمال أهل اللسان فضلا عن أهل العلم فانهم استعملوا هذه الأفعال الوجودية لمحض الربط فقط. وقد وقع مثل ذلك في القرآن المجيد كثيرا كما قال عز شأنه [3] وكان الله غفورا رحيما [4] ، وكان الله عزيزا حكيما [5] إلى غير ذلك.

ومن قال: «فيم؟» فقد ضمنه

أي جعله في ضمن شيء بحيث يتضمنه ذلك الشيء و«فيم؟» سؤال عن المكان وأصله «فيما» وكلمة «ما» للاستفهام: يعني من سأل عن مكانه فقد أثبت له مكانا يتضمنه إذ المكان سواء كان سطحا أو بعدا فانه يجعل المتمكن في ضمنه ويحيط بجميع أقطاره.

ومن قال: «الى م؟» فقد نهاه

أي جعله ذا نهاية لأن «إلى» لانتهاء الغاية وليس له، سبحانه ابتداء حتى يكون له انتهاء، فما لا بدء له لا نهاية له وقد ثبت انه لا ابتداء له فكذا لا انتهاء له والا لزم

مخ ۱۴۰