الوضع السياسي
تغطي حياة القاضي ولاية الخليفتين العباسيين في العراق. الطائع لله أبي بكر عبد الكريم بن المطيع (٣٦٣ - ٣٨١) والقادر بالله أبي العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر (٣٨١ - ٤٢٢). وكان الخليفة العباسي مغلوبًا على أمره مفوضًا أمر تسيير دواليب الدولة والنفوذ والسلطة إلى الملوك البويهيين.
كما غطت حياته تولي ثمانية سلاطين من البيت البويهي. هم: ١) بختيار
فخر الدولة (٣٦٢ - ٣٦٣). ٢) عز الدولة (٣٦٣ - ٣٦٧). ٣) عضد الدولة
(٣٦٧ - ٣٧٩). ٤) صمصام الدولة (٣٧٢ - ٣٧٦). ٥) شرف الدولة (٣٧٦
- ٣٧٩). ٦) بهاء الدولة (٣٧٩ - ٤٠٢). ٧) سلطان الدولة أبو شجاع (٤٠٢
- ٤١٥). ٨) عماد الدولة أبو كاليجار (٤١٥).
وفي السنة التي ولد فيها القاضي دخل المعز لدين الله الفاطمي أرض مصر.
كان السلاطين البويهيون متشيعين بعضهم غالى في التشيع كعضد الدولة بن بويه. فهو الذي بني مشهد سيدنا علي كرم الله وجهه وزعم أن قبره هناك (١). وبعضهم كان أقل غلوًا مصانعًا أهل السنة. إلا أن أحياء بغداد كانت منقسمة إلى أحياء شيعية كالكرخ وأحياء سنية. وكثيرًا ما كانت تثور الفتن بين الطائفتين فتحرق الدور. وتنتهب الأرزاق وتنتهك الحرمات.
وكان الخليفة العباسي القادر بالله شافعيًا. بل يعد من كبار علماء الشافعية. وهو يجمع إلى علو كعبه في العلم التقوى والصلاح. يقول ابن كثير: "وكان الخليفة القادر بالله من خيار الخلفاء وسادات العلماء في ذلك الزمان. وكان كثير الصدقة حسن الاعتقاد (٢).
وقال فيه الخطيب البغدادي: وكان القادر من الستر وحسن الطريق على
_________
(١) العبر ج ٢ ص ٣٦٢.
(٢) البداية والنهاية ج ١١ ص ٣٠٩.
1 / 16