قال الطبراني في الأوسط: لم يروه عن عطاء إلا الحسين بن واقد، وحديث
جرير تطهر مرفوعا:"لقد أمرت بالسواك، حتى لقد خشيت أن يدردنى" (١)
فقد طهر لك بمجموع ما ذكر صحة المتن، وعرفان مخرجه، وضعف الإِسناد،
وفي صحيح الإِسناد، وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبان والمستدرك لأبي
عبد الله:"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء عند كل
صلاة". حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك عن المقدام بن شريج بن
هانئ عن أليه عن عائشة قالت: قلت: أخبرني بأي شيء كان النبي ﷺ يبدأ
إذا دخل عليك؟ قالت:"كان إذا دخل يبدأ السواك"رواه مسلم (٢) في
صحيحه، وذكر ابن عبد الله بن منده الإِجماع على صحته، وفيما قاله نظر
لأمرين، الأول: إن أراد إجماع أهل العلم قاطبة فمتعدد، وإن أراد إجماع
الأئمة المتعاصرين أصحاب الليث- وهو الأشبه بمصطلحه؛ لا بين في غير
موضع أنه يريد ذلك- فغير صواب أيضا؛ لأنه لم يخرجه أحد منهم زيادة
على ما ذكرناه غير النسائي والسجستاني في رواية ابن داست فقط، فأي
إجماع مع مخالفة البخاري والترمذي!، وعند ابن خزيمة وأبي عوانة، وسيأتي
له تتمة عند أحمد- رحمه الله تعالى- إذا دخل بيته، حدثنا محمد بن عبد
العزيز، نا مسلم بن إبراهيم، نا بحر بن كثير عن عثمان بن ساج عن
سعيد بن جبير عن علي بن أبي طالب- رضى الله عنه- قال:"إن
أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك" (٣) هذا أبر إسناده ضعيف لضعف بحر
_________
وفيه عطاء بن السائب.
فلت: فيه اختلاف لاختلاطه في آخره.
(١) صحيح. المصدر السابق (٢/٩٩) وعزاه إلى الطبراني في"الأوسط"ورجاله رجال
للصحيح.
(٢) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة، باب"١٥"، ح/٤٤) وأحمد (٦/١٨٨) والكنز
(١٧٨٥٩) .
(٣) ضعيف. إتحاف (٢/٣٤٠) والكنز (٢٧٥١) والحلية (٤/٢٩٦) والجوامع (٦٢٤٩)
وتلخيص (١/٧٠) والمنثور (١/١١٣) والمغني عن حمل الأسفار (١/١٣١) .
1 / 56