٢- باب الوضوء شطر الإِيمان
نا عبد الرحمن بن إبراهيم، نا محمد بن شعيب بن شابور، أخبرني
معاوية بن سلام عن أخيه أنه أخبره عن جده أبي سلام عن عبد الرحمن بن
غنم عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله ﷺ قال:"إسباغ الوضوء شطر
الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير ملء السموات، والأرض،
والَصلاة فور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك وعليك، كلّ
الناس تغدوا فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها"خرجه/مسلم (١) عن إسحاق بن
منصور، نا حيان بن هلال، نا أبان، نا يحيى أن زيدا حدّثه أن أبا سلام حدّثه
عن أبي مالك به، وتتبع ذلك الدارقطني عليه، وزعم أن الصواب ما قاله
معاوية بن سلام، يعني بذلك المذكور عند ابن ماجة والفسوي، والترمذي، قال
المازري: يحتمل قوله:"الطهر شطر الإِيمان"وجهين، الأول: أنه يحتمل
تضعيف الأجر به إلى نصف أجر الإيمان من غير تضعيف، وهذا إلى حد
التأويلات في قوله ﵇ أن:"قَل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن" (٢)،
الثاني: أن يكون معناه أن الإِيمان يجب ما قبله من الآثام، وقد أخبر عليه
السلام أن الوضوء أيضا يذهب عن الإنسان الخطايا إلا أنه قد قام الدليل أنَّ
الوضوء لا يصح الانتفاع به إلا مع مضَامة الإيمان له، فكأنه لم يحصل به رفع
إلا مع مضامة شيء ثان، ولما كان الإيمان مَحو الآثام المتقدّمة عليه بانفراده
صار الطهور في التشبيه كاله على الشَطر منه، وفي هذا الحديث حجة على
هن يرى أن الوضوء لا يفتقر إلى نية.
_________
(١) صحيح. رواه مسلم في (الطهارة ح لم ٤١) قوله:"كل الناس يغدوا إلخ"فمعناه: كل
إنسان يسعى بنفسه. فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها
للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها، أي يهلكها.
(٢) صحيح. رواه مسلم في (صلاة المسافرين، باب"٤٥"رقم"٢٩٥") والترمذي (ح/
٢٨٩٤، ٢٨٩٩) والنسائي (٢/١٧٢، ٢٥٠) وابن ماجة (ح/٣٧٨٧، ٣٧٨٨) وأحمد في
"المسند" (٣/٢٣، ٤/١٢٢، ٥/٤١٨، ٦/٤٠٤) والطبراني في"الكبرى" (٤/١٩٨، ١٠/
١٧٢، ١٢/٨٢، ٤٠٥) وعبد الرزاق في"الصنف (٦٠٠٣)، ومشكل الآثار (٢/٨٢)
والمشكاة (٢١٦٩) وابن كثير في"تفسيره" (٨/٤٨٠، ٥٤١) .
1 / 40