96

شرح سنن ابي داود

شرح سنن أبي داود

پوهندوی

أبو المنذر خالد بن إبراهيم المصري

خپرندوی

مكتبة الرشد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ -١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

معاصر
تاريخ
فعلهما لُعن وشُتم، فلما صارا سببًا لذلك أضيف إليهما الفعل، فكان كأنهما اللاعنان، وقد يكون اللاعن أيضًا بمعنى الملعون، فاعل بمعنى مفعول، كقولهم: سر كاتم، وعيشة راضية،/أي: مكتوم ومرضية "، وهذا من أقسام المجاز العقلي، وهو إسناد الفعل أو معناه إلى ملابس له بتأول. قوله: " الذي يتخلى " أي: الرجل الذي يتفرغ لقضاء حاجته في طريق الناس، والتقدير: أحدهما الذي يتخلى. قوله: " أو ظلهم " أي: أو الذي يتخلى في ظل الناس، والمراد به مستظل الناس الذي اتخذوه مقيلًا ومناخًا ينزلونه، وليس كل ظل يحرم القعود للحاجة تحته، فقد قعد رسول الله ﷺ لحاجته تحت حائش من النخل، وللحائش لا محالة ظل. وقال ابن الأثير: الحائش: " النخل الملتف المجتمع، كًانه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض، وأصله واوي " (١) . وحديث أبي هريرة هذا أخرجه مسلم. ١٥- ص- وثنا إسحاق بن سويد الرملي وعمر بن الخطاب- وحديثه أتم-، أن سعيد بن الحكم حدثهم قال: أخبرني نافع بن يزيد قال: حدثني حيوة بن شريح، أن أبا سعيد الحميري حدثه، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ﷺ: " اتقُوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطّريق، والظّلّ " (٢) .ً ش- إسحاق بن سويد الرملي، روى عن: سعيد بن الحكم بن أبي مريم، وإسماعيل بن أبي أويس، والوليد بن نصر. روى عنه: أبو داود، والنسائي- وقال: ثقة- ومحمد بن محمد الباغندي، ومكحول البيْروتي (٣) .

(١) انظر: النهاية لابن الأثير (١/٤٦٨) مادة: " حيش "، وقال: أصله واوي، وإنما ذكرناه هاهنا لأجل لفظه. (٢) ابن ماجه: كتاب الطهارة، باب: النهي عن الخلاء على قارعة الطريق (٣٢٨) . (٣) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (٢/٣٢٧) .

1 / 99