Sharh Sunan Abi Dawood - Al-Rajhi
شرح سنن أبي داود - الراجحي
ژانرونه
شرح حديث: استتار رسول الله بدرقة في بوله
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة ﵁ قال: (انطلقت أنا وعمرو بن العاص ﵁ إلى النبي ﷺ، فخرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال، فقلنا: انظروا إليه يبول كما تبول المرأة، فسمع ذلك فقال: ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل؟ كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم؛ فنهاهم فعذب في قبره) قال أبو داود: قال منصور عن أبي وائل عن أبي موسى ﵁ في هذا الحديث قال: (جلد أحدهم).
وقال عاصم عن أبي وائل عن أبي موسى ﵁ عن النبي ﷺ قال: (جسد أحدهم)].
وهذا الحديث أخرجه النسائي وابن ماجة وأحمد.
وهذا الحديث فيه أنهم أنكروا على النبي ﷺ كونه يستتر، وقد كان من عادة العرب أن الواحد منهم يبول قائمًا، وينكرون على من بال جالسًا ويقولون: هذا من خصائص النساء، ولذا قالوا: (انظروا إليه يبول كما تبول المرأة).
وسيأتي أن البول قائمًا يجوز للحاجة وأن البول جالسًا هو الأفضل.
ففي هذا الحديث أن النبي استتر، فلما أنكروا عليه أنكر عليهم عليه الصلاة السلام، وبين لهم أن بني إسرائيل شدد عليهم في هذا، وكان الواحد منهم إذا أصابه البول يقرض مكان البول ولا يزيله بالغسل، فلما نهاهم إنسان عذب في قبره؛ لأنه نهاهم عن أمر واجب، فالنبي ﷺ أنكر عليهم وقال: كيف تنكرون علي استتاري من البول وصاحب بني إسرائيل لما أنكر عليهم عذب في قبره؟! فقد كان الواحد منهم إذا أصاب أحدهم البول قرض مكانه بالمقراض ولا يجزئه الغسل، وهذا من الآصار التي كانت عليهم، وأما في شريعتنا -والحمد لله- فإنه يطهره الغسل بالماء.
2 / 13