فقوله هنا بالتقدير١ لا يناسبه قوله في جزم هذه الأفعال: إنه بحذف الآخر إلاّ بضربٍ من المجاز٢، لما بينهما من التلازم. وإنما يناسب من يقول بعدم التقدير. فليتأمل ذلك. والله أعلم.
١ من قوله: (يقول إن الجزم ليس بحذف الآخر) إلى هنا ساقط من (أ) و(ب)، وأثبته من (ج) .
٢ المجاز عند البلاغيين الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له على وجه يصح مع قرينة عدم إرادة المعنى الأصلي. ينظر الإيضاح للقزويني ص ٢٧٤.
ص: باب البناء ضد الإعراب، والمبني إما أن يطرد فيه السكون وهو المضارع المتصل بنون الإناث، نحو ﴿يَتَرَبَّصْنَ﴾ ١ والماضي المتصل بضمير رفع متحرك، ك (ضربْتُ) و(ضربْنَا زيدًا) ٢.
ش: لما أنهى الكلام على الإعراب بقسميه المقدّر والملفوظ أخذ يتكلم في البناء، لأنهما متقابلان، ولذلك قال: (البناء ضد الإعراب)، فأفاد أن التقابل بينهما تقابل الضدّين.
والبناء في اللغة وضع شيء على شيء على صفة يراد بها الثبوت٣.
وأما في الاصطلاح فقال المصنف، ﵀: "ولما ذكرت أن البناء
١ من الآيتين ٢٢٨ و٢٣٤ من سورة البقرة.
٢ زيادة من (ج) .
٣ وقال ابن يعيش في شرح المفصّل ٣/٨٠: "مأخوذ من بناء الطين والآجر، لأن البناء من الطين والآجر لازم موضعه، لا يزول من مكان إلى غيره". وينظر لسان العرب ١٤/٩٤ (بني) .