106

د المتنبي شعر تشریح - دویم سفر

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

پوهندوی

الدكتور مُصْطفى عليَّان

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

ادب
بلاغت
طاعتها، إعظامًا لقدره، بفضله، وبمثله من أهل الحزامة، والمتقدمين في الرياسة، انفصمت عرا أعدائه، وانحل عقدهم، وانفل حدهم. لم يَتْركوا أثَرًَا عَلَيْهِ مِنَ الوَغَى ... إلاَّ دِمَاَءهُم على سِرْ بَالِهِ ثم قال، مشيرًا إلى استنفاذه لأعدائه، بقتله لهم، وبلوغه المراد منهم: لم يتركوا عليه للحرب أثرًا يظهره، وشاهدًا يتكلفه؛ لاستغنائه عن ذلك ببلوغ البغية فيه، إلا ما في ثوبه من دمائهم، التي سفكتها صوارمه، وأجرتها وقائعه، وهذا من البديع يعرف بالاستثناء. يا أيُّها القمرُ المُباهي وَجْهَهُ ... لا تُكْذَبَنَّ فَلَسْتَ من أشْكالِهِ يقول: يا أيها القمر الذي يباهي وجه سيف الدولة بنوره، ويساجله بحسنه، لا تكذبن عن نفسك، فهو أبهى منك وأحسن، وأضوء منك وأنور، وله في البأس والكرم رتب لا تبلغها، ومنازل لا تستحقها، فلست ممن يشاكله ويضاهيه، ويماثله ويساويه. وإذَا طَمَا البَحْرُ المُحِيْطُ فَقُلْ لَهُ ... دَعْ ذا فإنَّك عاجِزُ عَنْ حَالِهِ ثم قال: وإذا طما البحر المحيط، وطموه: ارتفاعه، فقل له: دع ما

1 / 262