Sharh Sahih Ibn Hibban - Al-Rajhi
شرح صحيح ابن حبان - الراجحي
ژانرونه
استعجال المصطفى عند نزول الوحي
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر استعجال المصطفى ﷺ في تلقف الوحي عند نزوله عليه.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄ في قوله: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [القيامة:١٦] قال: كان النبي ﷺ يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فقال ابن عباس: أنا أحركهما كما كان رسول الله ﷺ يحركهما فأنزل الله: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة:١٦ - ١٧] قال: جمعه في صدرك، ثم تقرأه ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة:١٨] قال: فاستمع له وأنصت ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة:١٩] ثم إن علينا أن تقرأه.
قال: فكان رسول الله ﷺ إذا أتاه جبريل، استمع، فإذا انطلق جبريل، قرأه النبي ﷺ كما كان أقرأه].
قال في الحاشية: [أخرجه البخاري في التوحيد، ومسلم والنسائي].
كان النبي ﷺ من حرصه يحرك لسانه إذا قرأ جبريل خشية أن ينساه، فوعده الله تعالى بأن يجمعه في صدره، وأمر بأن يستمع لقراءة جبريل إذا قرأه، والله تعالى وعد بأن يجمعه في صدره ولهذا قال الله: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة:١٧] يعني: جمعه في صدرك «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ» أي: قرأه جبريل ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ [القيامة:١٨ - ١٩] وهذا من حفظ الله تعالى وإحسانه أن جمعه للنبي في صدره، فكان ﵊ عندما ينزل عليه يستمع وينصت ولا يحرك لسانه، فإذا انتهى جبريل قرأه.
2 / 8