بيان أن المرء غير مؤاخذ بما حدث به نفسه إن لم يتكلم
قال المصنف ﵀: [ذكر الإباحة للمرء أن يعرض بقلبه شيء من وساوس الشيطان، بعد أن يردها من غير اعتقاد القلب على ما وسوس إليه الشيطان.
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس ﵄ قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: (يا رسول الله! إن أحدنا ليجد في نفسه الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال ﷺ: الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة)].
الحديث إسناده صحيح على شرطهما، وذر هو ابن عبد الله المرهبي وأخرجه الطيالسي وأحمد وأبو داود.
وفيه أنهم قالوا: (يا رسول الله! يجد أحدنا في نفسه ما لأن يكون حممة)، والمعنى: أنه إن ردها بعد أن عرضت عليه فلا تضره؛ لأن النبي ﷺ قال: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة).
وقوله: حممة، أي فحمة، فيحترق ويصير فحمًا.